"البراميل المتفجرة" !!!.. بقلم: ميساء نعامة

"البراميل المتفجرة" !!!.. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ١٨ أبريل ٢٠١٥

المصطلح الكذبة الذي لن نجد له وجوداً في جميع المصطلحات العسكرية هو كذبة من جملة الأكاذيب الإعلامية التي رافقت العدوان الإرهابي على سورية، فجرها أسياد المجموعات الإرهابية وإعلامهم الإرهابي.
تقول الرواية: إن "براميل متفجرة" ترميها الدولة السورية على العزل والأطفال في أحياء حلب". ونسأل هل هؤلاء العزل الأطفال والنساء التحوا ذقون داعش وأرسلوا بقذائف الهاون والصواريخ المدمرة هدايا عيد الفصح المجيد على أحياء سكانية آمنة في حلب الصامدة بوجه الإرهاب؟
من السذاجة بمكان أن نصدق أن دولة بحجم سورية تضع جانباً كل ما لديها من أسلحة عسكرية وترمي "ببراميل متفجرة "على أحياء سكنية فيها أطفال ونساء وشيوخ وحتى شباب عزل، بل من السذاجة أن نصدق الإعلام الإرهابي الذي يدّعي أن داعش وأخواتها تحمي المدنيين على الأرض السورية، وهي التي كلما دخلت مكاناً على الأرض السورية ونجستها تبدأ بالذبح والترهيب والتنكيل والتدمير للبنى التحتية، والسرقة، وتقيم شرائع ونظماً وقوانين ما أنزل الله بها من سلطان.
وداعش تلك لا تخفي جرائمها ولا تتوراى خلف جلباب المنظمات الدولية بل هي تُظهر جميع جرائمها عبر إعلامها الذي يُظهر عمليات الذبح والحرق والقتل بطريقة سينمائية تحرض على مشاهدتها رغم قساوة ما فيها من مناظر تقشعر لرؤيتها الأبدان، وتحقق أكبر نسبة مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب، إلا أن المنظمات الدولية ومن بينها "هيومن رايتس ووتش” الصهيونية تتعامى عن مشاهدتها.
بالمقابل المنظمات الإنسانية الدولية تصدق من دون أن ترى أن الدولة السورية ترمي المدنيين "بالبراميل المتفجرة "، وهي تعلم أن الدولة السورية ليست بحاجة إلى تجميع المتفجرات أياً كان نوعها في براميل وتقذف بها من الطائرات المجهزة أصلاً بحاملات صواريخ ومحملة بقنابل تستطيع من خلالها أن تمحي المجموعات الإرهابية أينما وجدت على الأرض السورية. لكنها لم تفعل ولن تفعل لأن داعش وغيرها من المجموعات الإرهابية تتلطى خلف المدنيين وتمارس إرهابها على الشعب السوري.
عندما يقول معظم المحللين العسكريين إن الجيش العربي السوري يقوم بعمليات نوعية ضد الإرهاب فهذا يعني أنه يتم رصد المجموعات الإرهابية خارج تواجدها بين السكان المدنيين ويقومون بتدميرها، كما أن القيم العسكرية للجيش العربي السوري تحتم عليه إجلاء المدنيين من أماكن البؤر الإرهابية وتسليمهم للدولة التي تتكفل برعايتهم في مراكز الإيواء كما حصل في مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، وكما حصل في الريف الحلبي والإدلبي وغيرها من المدن والقرى التي يسيطر عليها الإرهاب.
الإرهاب والصهيونية والولايات المتحدة الأميركية، هي الحقيقة الساطعة التي لا يريد أن يراها العالم، أليست الولايات المتحدة الأميركية التي خاضت حرباً في أفغانستان وباكستان ضد تنظيم القاعدة، هي نفسها التي كانت وراء الولادة الحقيقية لهذا التنظيم عام 1979 حيت تولت تدريب وتسليح المقاتلين؟
وهاهي اليوم تعيد عقارب الزمن إلى تسعينيات القرن الماضي وتعيد تشكيل قاعدة جديدة في سورية تحت مسمى" المعارضة المعتدلة "، وبدأت فعلاً بتدريبها على الأراضي التركية لتزودها لاحقاً بالسلاح "غير الفتاك".
العالم تطور والحيل الأميركية المبنية على العقيدة الصهيونية لن تمر خاصة بوجود محور المقاومة الذي بدأ فعلياً يؤسس لإعادة ترتيب النظام العالمي الجديد وتحقيق الثورة الحقيقية على نظام القطب الأوحد، لكن الأمر يحتاج إلى الصبر والصمود ومشوار الألف ميل يبدأ من سورية.