هل هو التطبيع الإعلامي الذي يسبق التطبيع السياسي؟ بقلم: ميساء نعامة

هل هو التطبيع الإعلامي الذي يسبق التطبيع السياسي؟ بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ٤ أبريل ٢٠١٥

على مدى أربع سنوات كانت سورية ولا تزال، تواجه حرباً مفتوحة على احتمالات الدمار الشامل تحت مسمى باطل "الربيع العربي"، الرئيس الأسد خاض الحرب وهو يعلم خلفية من يقودها ويوجه أدواتها في المنطقة، ويشعل نيرانها ويأمر بتمويلها ويسلحها ويحرض الجهلة لقيادة الحرب بالوكالة.
قد يفيد التكرار مع من يصمون آذانهم عن سماع الحقيقة ويعصبون عيونهم عن رؤيتها ويضعون أيديهم على أفواههم لكي لا ينطقوا بكلمة الحق.
يفيد أن نذكر بأن الحرب على سورية بدأت بشراسة إعلامية اعتمدت أسلوب التزوير والتلفيق وتسيس الإعلام، ما لبث أن انتقل من مرحلة التلفيق والتزوير إلى مرحلة الإعلام الإرهابي، ويبدأ بإطلاق ساعة الصفر للإرهابين لتنفيذ جرائم التفجير والتفخيخ والاغتيالات ضد الشعب السوري كمقدمة لحرب همجية لاتبقي ولا تذر.
كما يفيد أن نذكر بأن حكام الحجاز ونجدهم من تولوا قيادة المشروع بصفتهم جزءاً لا يتجزأ من المشروع الصهيوني الذي يريد أن يهيمن على المنطقة العربية من الماء إلى الماء، والمضحك المبكي أن آل سعود أو "بنو جهل" أرادوا أن يحرضوا الشعب السوري على تطبيق الديمقراطية.
ولمن يجهل ما فعل آل سعود طوال فترة حكمهم فعليه أن يعود إلى سجلات التاريخ ليرى بأم العين كيف تم استلاب بلاد نجد والحجاز وكيف تم تعميم اسم العائلة الحاكمة على البلاد بهدف إلغاء التراث الفكري والحضاري لبلاد الحجاز التي كانت قبلة للثقافة والفكر والأدب العربي الأصيل.
ولمن يريد أن يعرف أكثر عن تلك العائلة عليه أن يبحث عن تاريخ نشأة الفكر الوهابي الذي أسس لظهور القاعدة، وعليه أن يبحث عن دستور يحكم البلاد ولن يجده، وعليه أن يبحث عن حال الباحثين والسياسيين والصحفيين الذين يطالبون بحرية التعبير خارج سرب المداحين لآل سعود.
وعليه أن يبحث عن الاعدامات الجماعية للمناوئين لحكمهم وعن السجون وآلية التعذيب التي تشبه إلى حد كبير سجون غوانتانامو، وعلى الجاهل بعائلة آل سعود أن يتابع عن قرب السنين الضوئية التي تفصل الشعب "السعودي" عن التطور والحياة رغم غرق قادتهم بالترف والمجون والعربدة. هؤلاء يقودون الحرب ضد سورية ويرسلون طائراتهم وجيوشهم لتدمير اليمن. ويبقى السؤال ماذا لو لم تصمد سورية شعباً وجيشاً وقيادةً في وجه التيار الهمجي الذي حاول تطبيق نظرية الفوضى المدمرة؟.
بثقة المنتصر والعارف بتفاصيل الحرب خاطب الرئيس بشار الأسد أسياد من يخوضون الحرب بالوكالة، وبيّن للرأي العام الأمريكي همجية الحرب التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية ضد سورية والشعب السوري، عبر محطة “سي بي اس″ التي تعتبر واحدة من أهم المحطات الأمريكية وفي البرنامج الأكثر متابعة في الداخل الأمريكي الذي يديره الصحفي الأمريكي شارلي روز.
الرئيس الأسد بارع في مخاطبة الآخر بلغتهم وآلية توصيل المعلومة بحسب النسيج الفكري والاجتماعي والسياسي للمجتمعات، ومن يتابع المقابلات الإعلامية للرئيس الأسد مع وكالات محلية وعربية وإقليمية وأجنبية يدرك بأن الرئيس الأسد "محَاور محنك" كما وصفه الصحفي الأمريكي لأنه يدرك تماماً كيف يوصل المعلومة بطريقة تتناسب مع مجتمعات الوكالات الإعلامية التي تدير الحوار.
نعود إلى مقابلة السيد الرئيس بشار الأسد مع محطة “سي بي اس″ الأمريكية، ورغم الأسئلة الاستفزازية التي اعتمدها "روز" إلا أن الرئيس الأسد استطاع تلخيص أحداث العدوان على سورية من جميع جوانبه العسكرية والواقعية الصادمة والإنسانية والسياسية والاجتماعية، وتفنيد أدواته ورصد مجرياته وتسلسله الزمني المترافق مع تسلسل سيناريوهات الإجرام المتبع من قبل واضعيه.
الآن يمكننا طرح السؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل مواطن سوري أو حتى عربي: ما سرّ التهافت الغربي بما فيهم الولايات المتحدة الأمريكية لإحداث التطبيع الإعلامي مع الرئيس الأسد؟
يمكن أن نضع الإجابة برسم المتابع لمجريات العدوان على سورية وفشل جميع مراحله وصولاً إلى المرحلة الداعشية التي باتت تشكل الكابوس المرعب الذي يؤرق قادة العالم، بينما الجيش العربي السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد يخوض معاركه مع التنظيم الأكثر فتكاً وإجراماً بالإنسانية والتراث والثقافة والحضارة ويحقق الانتصارات.
وبعد! هل هو التطبيع الإعلامي الذي يمهد للتطبيع السياسي؟
 فلننتظر قادمات الأيام وما تخفيه من مفاجآت.