هل تنتقل المعارضة السورية من السجال إلى الأفعال ؟! بقلم: غسان يوسف

هل تنتقل المعارضة السورية من السجال إلى الأفعال ؟! بقلم: غسان يوسف

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٣١ مارس ٢٠١٥

هل من قواعد العمل المعارض أو النشاط السياسي أن يلجأ الكل لتخوين الكل؟!
 في كل دول العالم توجد نماذج مختلفة من المعارضة، فلكل معارضة سقف مختلف عن المعارضة الأخرى، فمثلاً عندنا في سورية، هل ما تطرحه هيئة التنسيق يجب أن يكون منسجماً مع ما تطرحه هيئة العمل الوطني الديمقراطي أو مع الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير أو تيار بناء الدولة أو الأحزاب المعارضة الأخرى؟
قد تختلف الأحزاب في رؤيتها للمعارضة، فبعضها يعارض نهجاً سياسياً كاملاً، والبعض قد يعارض نهج الحكومة بحجة برنامجها الاقتصادي وبحجة الفساد المستشري في هذه الحكومة، والبعض قد يعارض طريقة سن القوانين أو قانون معين ترى فيه هذه المعارضة أنه لا يخدم المواطنين أو المشمولين في هذا القانون.
ما يجب أن تتفق عليه المعارضة وبأسرع وقت ممكن هو أن الحل السياسي يجب أن يتوجه لإيجاد آليات لوقف الحرب لأن مفاعيل الحرب لا تسمح بالتحرك الديمقراطي ولعل ما تقوم به موسكو وبدعم واضح من الدولة السورية هو الفعل الصحيح، فموسكو برأي أغلب السوريين هي الأنسب لأنها طرف دولي له مسلك واضح من بداية الأزمة وحتى الآن، وهو طرف غير واقع تحت تأثير أي طرف آخر أو علاقات غير متكافئة كما هو حال الحوار الذي يجري في القاهرة.
صحيح أن ما تقوله الواقعية السياسية وخارج الوهم السياسي هو أن منتدى موسكو الأول كان لقاء تشاورياً، وأن موسكو الثاني لن يخرج عن هذا الإطار، لكن موسكو كما يرى البعض هي التي أعادت فتح بوابة الحوار السياسي، ومن هنا لاحظنا أن بعض قوى المعارضة فتحت النار على موسكو التي لم تبدل مسارها تجاه الدولة السورية.
هيئة التنسيق المعارضة التي اعترضت أكثر من مرة على حراك موسكو أخذت شرعيتها في مواجهة القوى الأخرى من موسكو وغيرها من دول هي صديقة للنظام كإيران والصين!
البروباغندا ضد موسكو مرجعها إلى طموحات بعض القوى المعارضة في الهيمنة على القرار المعارض مع إقصاء الآخر بغض النظر عن النتيجة التي تخدم الشعب السوري، ومن هنا يمكن القول: إن القوى السياسية الحالية لا تعبر عن حالات سياسية قائمة وإنما عن أفراد اعتقدوا أنهم يمثلون حالات سياسية وربما لهذا وجهت موسكو الدعوات إلى البعض بشكل إفرادي!
وهنا يحق لنا أن نطرح السؤال التالي: هل القوى الوطنية المعارضة في الداخل أو في الخارج هي حوامل منتجة للديمقراطية ويمكنها السير بالبلاد نحو تحقيق ديمقراطية حقيقية؟
الجواب للأسف، لا، لأن هذه القوى غير منتجة للديمقراطية وليست حوامل للديمقراطية ولا تحتوي في مضامينها وممارساتها إمكانية الانتقال للديمقراطية وبالتالي فالحديث مع الشعب السوري هو تحت السقوف التي يريدها هذا الشعب.
قد يقول البعض نريد جمع المعارضة وبعد ذلك نبدأ الحوار، لكن أليس جمع المعارضة وهماً، في ظل ارتهان البعض لأطراف إقليمية ودولية، قبل بدء أي حوار يجب الاتفاق على أن أي مؤتمر يحضر له في المستقبل يجب أن يضم من يريد العمل مع الداخل السوري أي مع النظام الحالي، وبالتالي يُعقد مؤتمر وطني عام في سورية، الغاية منه إقفال السجال السياسي في سورية والانتقال إلى مرحلة جديدة هي مكافحة الإرهاب ولجم القوى الخارجية التي تريد أن تسيطر على سورية.
في النهاية ستجتمع بعض القوى وتنتج حالة سياسية في حين أن البعض الآخر سوف يخرج من العملية السياسية نهائياً، هذا واقع يجب الاعتراف به والبناء عليه.