أصبح في السعودية فرسان وأبطال

أصبح في السعودية فرسان وأبطال

تحليل وآراء

السبت، ٢٨ مارس ٢٠١٥

 أصبح في السعودية اليوم فرسان وأبطال، وقادة عسكريون يعلنونعمليات لها تسميات على غرار تسميات الاعتداءات الأميركية و«الإسرائيلية» على دولنا وشعوبنا.
أصبحت للسعودية شجاعة الجري في مسالك حربية، بعد تاريخ عجيب من التخاذل والجبن، وجيش عاطل عن العمل، وأسلحة تتكدس حتى الصدأ.
صار للسعودية حكم يريد أن يقاتل ويرفع شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، بينما كل عهود ملوكها كانت تقوم على سياسة دفن الرأس في الرمال. والرمال في هذه المملكة تتسع لكثير من الرؤوس الأميّة التي تصيبك بالذهول حين تقارب القضايا العربية ولا سيما القضية الفلسطينية.
كنا دائماً ننتظر أن تفعل المملكة شيئاً مجدياً للأمتين العربية والإسلامية، أن تدعو عملياً إلى وحدة إسلامية أو عربية، أن ترفع شعار تحرير فلسطين، أن تفتح المجالات أمام اقتصاد عربي قوي. أن تساعد الشعوب المستضعفة والمحرومة في العالم العربي في تحسين معيشتها. أن تدعم الدول العربية الفقيرة بالمال والنفط لتصبح دولاً متقدمة. أن تساند دول المواجهة مع العدو الإسرائيلي بالموقف السياسي الحازم. أن تدعم حركات المقاومة بالسلاح. أن تخلق بيئة عربية وإسلامية مؤمنة بذاتها وحضارتها وهويتها. أن ترفع من شأن الإسلام كدين يحامي عن المستضعفين ويساعد الفقراء والمساكين ويذود عن المسلمين وبلدانهم ومقدساتهم في وجه الاستكبار.
لكن هذا البلد لم يصدر منه إلا التخريب للعالم العربي والتشويه للإسلام والحط من قدر المسلمين ونشر الفتن الفظيعة والفتاوى السطحية البهاء والتآمر على حركات المقاومة وقطع كل طريق يُراد من خلاله تعزيز التضامن والتعاون بين المسلمين وتمتين قوتهم.
ها هم ملوك السعودية اليوم يغامرون بعدوانهم على اليمن بعدما بُحت حناجر الفلسطينين وهم يدعون الملوك والأمراء إلى النصرة ولكن لا حياة لمن تنادي، لأن معظم أوقاتهم هي للعب بالصقور وسباقات الهجن.
تحركت السعودية اليوم للعدوان على الشعب اليمني المستضعف لأنه أراد أن يقول كلمة الحق وأن يستعيد حضوره ويسترجع حقوقه المسلوبة.
هذا العدوان الحاقد الذي اجتمعت فيه دول عربية رخيصة خاضعة للمال السعودي لا من أجل المجازر في غزة، وإنما لأن فئة قليلة من اليمنيين الأحرار انتفضوا على سياسة ملوك السعودية وتوجهات أمراء الخليج.
لطالما كنا نريد للسعودية الخير ولا نزال نريد لكل الدول العربية الأمن والسلام، ولكن حان الوقت للسعودية وللدول التافهة التي تدور في فلكها أن تعلم أن زمن السكوت عن تآمرهم وتواطئهم وعدوانيتهم على الشعوب العربية والإسلامية المستضعفة قد ولى. آن الآوان أن تعرف هذه الدول الخانعة أنها انفضحت بتحالفها مع العدو «الإسرائيلي» وتبعيتها للحكومات الغربية. وآن الآوان لأن تتحطم أصنام الشر وأوثان الفتنة عند العرب. إن الاعتداء على الشعب اليمني لا يستند في شيء منه إلى الحق، وإن كل الإعلام الزائف لن يحجب الصورة الحقيقية، وهذا التحالف العربي ضد اليمن هو تحالف أخرق وأحمق، وسيرتد على أصحابه سريعاً إنّ هؤلاء المجتمعين على ضرب اليمن وبحجج كاذبة سيرفسهم الشعب اليمني العظيم وسيهزأ من جمعهم وعاجلاً عاجلاً سيولون الدُبر.
العجيب أن السعودية تريد حرباً في ليبيا. حرباً في سوريا. حرباً في العراق. حرباً في اليمن، ولكن لا ترغب إلا بسلام مع العدو «الإسرائيلي».
عندما يلجأ الفلسطينيون إلى المقاومة ترتفع الأصوات السعودية للتهدئة وضرورة التزام الحكمة والسير في طريق الحوار. ولكن لماذا لا تريد السعودية الحوار والحكمة والتهدئة في هذه البلدان وهي الأولى بالسلام والاستقرار من باب الأخوة العربية والإسلامية وحقوق الجار، ولكن انكشفت حقيقة الموقف السعودي الذي انطلى على الشعوب العربية زمناً طويلاً وبدأت اليوم ملامح الذئب الأسود الذي أبان عن أنيابه الكريهة!