أيتام واشنطن يبدعون في تحليل كلام كيري !!.. بقلم : غسان يوسف

أيتام واشنطن يبدعون في تحليل كلام كيري !!.. بقلم : غسان يوسف

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٧ مارس ٢٠١٥

لم يكد ينهي جون كيري وزير الخارجية الأميركي حديثه لشبكة "سي بي إس نيوز" من أن واشنطن ستضطر للتحاور مع الرئيس بشار الأسد حتى انهالت التصريحات الخائبة والتي كان أصحابها ينامون ويحلمون بالاستيقاظ على مشاهدة الطيران الأميركي يقصف القصر الرئاسي في دمشق، كلام كيري أيقظ الجميع على الرغم من أن البعض فضل أن يبقى غارقاً في أحلامه !
أيتام واشنطن الخائبون المصدومون أبدعوا في التحليل، فبعضهم علل ذلك بعدم معرفة كيري الجيد باللغة الانكليزية ! والبعض الآخر اعتبر أن كلام كيري لا يغير في الواقع شيئاً باعتباره ليس صاحب قرار ! الاتحاد الأوروبي وبعيدأ عن تصريحات لندن وباريس سارع للحاق بواشنطن واعترفت وزيرة خارجيته فيديريكا موغيريني باتصالات تجري مع دمشق.
تركيا وخوفاً على انتهاء الحلم العثماني سارع (خليفتها الجديد) أردوغان للتنديد بما قاله كيري، أما دول الخليج فربما لم تستفق بعد من صدمة الاتفاق النووي الإيراني المأمول لتسمع ما يُحكى عن سورية.
تصريحات كيري لم تكن الوحيدة فقد سبقها تصريح روبرت فورد السفير السوري السابق لصحيفة “فورين بوليسي الأميركية" ضرورة إلغاء بند رحيل الرئيس بشار الأسد كشرط لقيام أي حل سياسي ينهي الصراع في سورية، حتى جاءتها ضربة أخرى من جون برينان مدير وكالة المخابرات الأميركية الذي قال أمام مركز أبحاث «مجلس العلاقات الخارجية» في نيويورك: إن «لا أحد منا، لا روسيا ولا الولايات المتحدة ولا التحالف ولا دول المنطقة، يريد انهيار الحكومة والمؤسسات السياسية في دمشق»
التصريحات الأميركية الجديدة بعيداً عن تصريحات رئيس أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي – الصريحة جداً - كلها تجمع على تشرذم المعارضة السورية وتشتتها، ألم يقل الرئيس الأميركي باراك أوباما: إن المعارضة السورية المعتدلة ما هي إلا وهم !
ألم يتهم جو بايدن نائب الرئيس الأميركي أسيادهم في تركيا وقطر والسعودية والإمارات بدعم الإرهاب بحجة إسقاط الرئيس الأسد ؟! قد يقول البعض إنه اعتذر لاحقاً, هذا صحيح لكنه كان تكلم في جامعة هارفرد وأمام المئات ولم يكن اعتذاره إلا ترطيباً للخواطر.
ألم يقل وزير الدفاع الأميركي الجديد آشتون كارتر الذي وقعت بلاده اتفاقا مع تركيا لتدريب الإرهابيين وزجهم في الداخل السوري " نحن لسنا مسؤولين عن حمايتهم"!
الأهم من كل هذه المواقف أن العديد من عناصر ما يسمى (الجيش الحر) وغيره من الفصائل سارعوا إلى تسليم أنفسهم إلى حواجز الجيش العربي السوري فور سماعهم تصريحات جون كيري، وتأكيده  أنه مضطر للحديث مع الرئيس الأسد!
الرد الهادئ والواقعي جاء من الرئيس بشار الأسد نفسه بعد استقباله وزير الاقتصاد والمالية الإيراني عندما قال مبتسماً: نحن نحكم على الأفعال لا على الأقوال وعندها نقرر.. مضيفاً: إن ما قامت به الدولة الوطنية في مواجهة العدوان خلال أربع سنوات كان دفاعاً عن الوطن وتجسيداً لإرادة الشعب السوري التي هي الأصل والمرتكز في صياغة الموقف السوري.