سورية التي نحب.. بقلم: عبد السلام حجاب

سورية التي نحب.. بقلم: عبد السلام حجاب

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٧ مارس ٢٠١٥

إذا كانت الأسئلة، تمهد عادة لكمٍّ من الإجابات، لا بأس به، فإن السوريين، بعد أربع سنين عجاف، لفّت رياحها الصرصر سورية التي نحب. صنعوا المعجزة في زمن لا معجزات فيه، وبات انتصارهم أقرب، من حبل الوريد، وكانت أفعالهم أقوى من تلال الأقوال والأكاذيب!؟
ولعل من يرحل مع ذاكرته الطازجة لتلك السنوات، ويستعيد ما حملته ابتكارات مدعي الحضارة والثقافة والإنسانية في عالم اليوم من وسائل قتل ودمار ونفاق وابتزاز وعنصرية مستحدثة، استهدفت القيم والتراث وحياة السوريين في حاضرهم ومستقبلهم، فإنه يدرك ببصره وبصيرته، كيف ولماذا بدأت الشمس تشرق بنور الحقيقة الساطعة.
كما بدأ الضباب والظلام رحلة الزوال عن العقول والقلوب، فاعترف الظالم بقسوة ظلمه، واندحر فكر الحاقد، بمفردات حقده، وما روجت له مئات الفضائيات التلفزيونية والمحطات الإذاعية والصحف الصفراء والمواقع الإلكترونية، حتى إن مسؤولة في إحدى المنظمات الإنسانية الدولية لم تستطع مداراة دهشتها فقالت: إن ما شهدته سورية في السنوات الماضية لم تشهده دولة في العالم منذ الحرب العالمية الثانية!؟
لقد أصبح بديهياً أن يكون السؤال؛ ماذا سيكون عليه حال سورية بنتيجة ما جرى التخطيط له، وأعد حلف تقوده أميركا وتشارك فيه جماعات إرهابية تكفيرية معروفة الانتماء والهوية، وعصابات مدعية منافقة باعت الوطن بدراهم بخسة، لو لم يتمكن السوريون من صنع معجزة انتصارهم الذي فرض تجلياته الإبداعية على الأعداء، فانكسروا وتراجعت حساباتهم وعلى الأصدقاء فتقدموا وتعاظم تقديرهم!؟
ومن يسأل عن أدلة وبراهين، فليقرأ جيداً تفاصيل الفالق الذي حذرت سورية من ارتداداته وتداعياته، وما أشار إليه سحب الأساطيل الأميركية والغربية الاستعمارية من عرض المتوسط بعد أن سقطت ذريعة الكيماوي وتلاشت عند الشواطئ السورية، مثلما سقطت من قبل وتلاشت الكذبة في "خرافة قلع الأظافر"!؟
فوضع شهود النفاق والزور والتضليل ذنبهم بين أرجلهم الخلفية وسابقوا ريح الهزيمة والخنوع ولاذوا بصمت القبور عند أقدام السوريين وشجاعة الجنود القابضين على جمر حب الوطن.
يقيناً فإن أبناء سورية التي نحب اختاروا "شعيرة" بدلاً من رجم "إبليس" بعد أن حرمهم حقد بني سعود من أداء فريضة الحج. وهي رجم تلك القلة الضالة التي خانت الوطن، وعولت على حسابات واهمة صاغها "حلف أوباما" سيئ الصيت حين ارتحلوا إليه بواقعهم المجلل بالعار ورهاناتهم التي أصبحت أياماً ذليلة وبائسة في غرف المخابرات متعددة الجنسيات وإن كانت من فئة "خمس نجوم"!!
باختصار، فإن السوريين صنعوا المعجزة في زمن لا معجزات فيه إلا الصمود، ولا خيار غير حب الوطن والانتماء إليه بنقاء القديسين وصفاء المقاومين، وهو ما تستحقه سورية التي نحب.