هكذا قال الأسد.. بقلم: د. فايز الصايغ

هكذا قال الأسد.. بقلم: د. فايز الصايغ

تحليل وآراء

السبت، ٢١ مارس ٢٠١٥

من أبرز عوامل الصمود السوري- ونحن على أبواب العام الخامس- إضافة إلى صمود الجيش والتفاف الشعب ووعي الناس وتماسك المؤسسات، هو العامل الاقتصادي، باعتباره الرافد الأهم لأشكال الصمود والتضحية والإيثار الوطني كافة.
الرئيس الأسد في تصريحاته وخلال استقباله وفداً إيرانياً أكد أن الجانب الاقتصادي هو أحد جوانب العدوان الذي تتعرض له سورية من خلال الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب السوري وتدمير البنى التحتية وسرقتها وتهريبها.
وقد أعطى السيد الرئيس لكل ذي حق حقه في تناوله هذا الجانب لافتاً إلى أن دعم الدول الصديقة وفي مقدمتها إيران كان له الأثر الأكبر في تعزيز صمود الشعب السوري فضلاً عن الإمكانات الاقتصادية الوطنية، والأهم قدرة الشعب على قولبة الحياة وفقاً للظروف المستجدة على قناعة من أن السوريين لن تحرفهم ضائقة، ولن تثنيهم أزمة، ولن تنال من عزيمتهم حاجة يمكن توفيرها بالبدائل المتاحة أو حاجة يمكن الاستغناء عنها ولو إلى حين.
لقد أثبتت وقائع وتداعيات المؤامرة الكونية أن السوريين هم الأقدر على إمداد المواجهة بمقومات الصمود.. وهم الأجدر بالمواجهات السابقة والراهنة واللاحقة، وأن بمقدور أي سوري أن يتلمس الخطر من دون الإسهاب في الشرح وتقديم المبررات، فهو يملك من الوعي ومن معايير الحس الوطني ما يجعل من كل سوري جندياً في خندق، أياً كان الخندق، وأياً كان دوره فيه، ومن نتائج هذا الصمود ما كان الإعلام السوري قد أشار إليه مراراً، وما تناولناه في الكثير من المقالات والمتابعات التي أكدت أن الغرب الاستعماري وفي مقدمته الولايات المتحدة الأميركية لابد عائد إلى أعتاب دمشق.
هنا تندرج التصريحات الأميركية الجديدة التي تشير إلى أن لا حلول سياسية من دون الرئيس الأسد، وأن لا رغبة في تدمير المؤسسات، ونسيت الإدارة الأميركية اللحظات التي كانت تفصل بين الاستسلام للواقع وبين الإعداد لتسخير القوة الأميركية برمتها لتدمير سورية، أو لتدمير ما لم يدمّر بعد.
اليوم وكما قلت في مقال سابق: "كل الطرق تؤدي إلى دمشق" ها هي الدول وبكل تهذيب تطرق أبواب دمشق، علّ باباً منها يُفتح للتعرف على سبل مواجهة الإرهاب الكوني وتلمس الضوء الذي تتحكم دمشق بمفاتيحه، والذي يمكن أن يهدي العالم "المتحضر" إلى كيفية معالجة ظاهرة الإرهاب وخصوصاً أنهم يعرفون حق المعرفة حجم الدعم والمساندة اللذين قدمهما الغرب والعرب إلى الإرهاب عدة وعتاداً ومالاً، حتى بات بهذا الحجم وهذه القوة، وفي المحصلة الكل كان في خدمة إسرائيل وكان ينفذ الإيعازات الصهيونية.
صحيفة هآرتس اعترفت اليوم ومن قبل أيضاً أن استمرار الحرب في سورية- كما قالت طبعاً- هو مطلب إسرائيل على اعتبار أن دمشق هي الخصم الأكثر إزعاجاً للجيش الإسرائيلي وأن هذا المطلب بات في حكم الخيال وكذلك إسقاط الرئيس الأسد، وأن إسرائيل باتت في مأزق حقيقي.
التغييرات الدولية والإيجابية، كما تسمى تحتاج إلى مصداقية على الأرض، ذلك أن حارس أبواب دمشق يسمع الطرقات الأميركية والأوروبية ويشترط على كل من طرق الباب اليوم وسيطرقه في المستقبل المصداقية، والمصداقية عند حارس أبواب دمشق هي المواقف والمصداقية على الأرض والتي تتلخص بوقف تمويل الإرهاب ومساندته ووقف الدعم اللوجستي العلني والسري للإرهاب، عندها يصبح التغيير تغييراً حقيقياً.. هكذا قال الأسد.