هل أنت متشائم؟.. بقلم: سمير عربش

هل أنت متشائم؟.. بقلم: سمير عربش

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٠ مارس ٢٠١٥

إذا كنت كذلك، وجوابك هو نعم، أدعوك من دون إكراه، إلى قراءة هذه الأسطر، ليس من باب الموعظة، فما أنا بواعظ، ولا من باب التعليم، فما أنا بمعلم.
دعوتي.. مجرد رفيف عين لعدة دقائق، ومجرد رحلة قصيرة جداً جداً للتسلية والترفيه، لكن ربما أثمرت نتيجة ما يصعب التنبؤ بها.
منذ غابر العصور، انكب الحكماء والفلاسفة وعلماء النفس وعلماء الاجتماع، على دراسة الطبائع البشرية، فكانت الأفكار والنظريات بالمئات وأكثر، وما زالت قائمة حتى الآن، حيث نقف على وفاق بين بعض جوانبها، وخلاف بين جوانب أخرى، وسط جدل لا ينتهي.
وبعيداً عن الغوص في بحار ما ذكرنا، نقصد الحديث مباشرة عن التشاؤم الذي اعتبروه النقيض الجذري والطبيعي للتفاؤل إلى أن خرج البعض بمقولة التشاؤل، وكل يفسرها على هواه.
التشاؤم مرض يلم بالبعض جراء أسباب يطول تعدادها وشرحها، هكذا يقول علماء النفس الذين وضعوا مئات الإرشادات والنصائح المؤدية إلى الإبلاء من هذا المرض الذي اشتد وباله وبلاؤه في هذه السنوات العصيبة.
إلى جانب الإرشادات، ادخلوا إلى قاموس العلاج الطب الدوائي حيث الصيدليات تعج بالآلاف من أنواع الحبوب المهدئة والمسكنة، ومع ذلك، ثمة رهط من الأطباء ينصح بالابتعاد عنها أو التقليل منها قدر الإمكان.
عزيزي وصديقي.. إذا كنت متشائماً أروي لك ما يلي: في خمسينيات القرن الماضي، كانت والدتي وصديقاتها يجتمعن مرة كل أسبوع في حديقة بيتنا الفردي على "أكلة تبولة".. هذه تقطف البقدونس وتلك النعنع، وأخرى البصل الأخضر.. وهكذا إلى أن تكتمل جميع اللوازم، وسط أجواء لا مثيل لها من الهرج والمرح واللهو والمرح. وفي كل أسبوع، كانت سلطانة، وهي الأكثر مرحاً وبهجة، تقف وتقول بصوت عالٍ: يا صبايا اضحكن.. اضحكن قدر المستطاع.. فالضحك يضفي جمالاً على الوجه ويطيل العمر ويبعد عنكن الأمراض..
عزيزي وصديقي.. في ريعان الشباب، وقعت على كتاب هنري برغسون بعنوان الضحك.. ومما جاء فيه: إن المرء عندما يضحك من الحماقة يختلج في جسمه أكثر من ألف عضلة..
ترى هل كانت سلطانة على علم بما قال هذا الفيلسوف.. ترى هل ما زلت متشائماً.. إذا كنت كذلك وجوابك نعم.. فاضحك.. ثم اضحك..