ليس عندي أجمل من صباح الخير يا حبيبتي!؟.. بقلم: حسين عبد الكريم

ليس عندي أجمل من صباح الخير يا حبيبتي!؟.. بقلم: حسين عبد الكريم

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١٠ مارس ٢٠١٥

تمرّين عند المساء.. هل تذكّرت قبل انعطافات وجدانك أن تقولي: مساء الخير يا حبيبي؟!
أو تحاميت بالخجل من أقواس النظرات الباحثة عن أنوثة، تُطرب المكان وتُعيد ترتيب الزمان؟
ليس عندي أجمل من صباح الخير لعينيك الحزينتين يا حبيبتي.. وليت عندي ما هو أبهى وأرقى!!
مساءات المتزوجين تكسر الصحون وتشتري (دزينات) أحزان وخزانات نكد، ومزهريات واقعية.. ينسى واقع الحياة العائلية، أن من حق القلوب الفرح، والسلام عليك يا عشق، وما أجملك يا عطر الأنوثة!!
كأن الزواج عُرف النسل والعائلة، وهذا ما أكدته قداسة البقاء (الدنيا دار البلية وتناسل الذرية)، وغير هذا (ثلاث خصال محبوبة في النساء ومكروهة في الرجال (البخل والجبن والغرور).
من محاسنهن الحرص، ومن محاسنهم الكرم، من محاسنهن الحذر، ومن محاسنهم الإقدام، من محاسنهن الاعتداد، ومن محاسنهم التواضع.
بين الحب والزواج شعرة واقع وحاجز حاجات.. في الحب يمكن التخيّل والرؤى والأشواق، في الزواج يمكن الواقع والتدابير والعواطف العائلية.. لكني سأبقى أحبك وأشتهي من شفتيك: مساء الخير يا حبيبي، وأبحث عن أجمل صباح حب لعينيك وقلبك.. سأبني قصر شوق لنعسك، وأدعو بكل محبة لحفلة غيمات وأمطار وبروق لأشجار فصولك..
سأقتنص فرصة عطرك، لأسألك عن معنى العبق المؤنث واجتهادات القبلة الناعمة.. سأجني بكل كرامة وكبرياء من كروم جسدك عناقيد وشوشات، وسأسقي عرائش بالك ما يطيب لها من خمور وبروق وحنين.
لا يتعب العشق أو يشيخ، لأنه يتعامل مع الطفولة، ويحبذ مفاهيم الطيور البرية وأغصان الحرية.. وجع العشق يشفى بالعشق ذاته.. شفتان قد تمنحان عاشقاً كل الكلام المعتق، وكل النطق والقصائد وبلاغة الإيضاح، وقد تحرمانه، إذا أخطأ، فصحى همزة أو أبجدية همسة.. وقد يتشرد العاشق عاماً كاملاً بين شفتين وقبلة.. وقد لا يصادف.. عنتر عبلة!؟
وعاشق قد يمسك بيديه القصب والمزامير ولا ينشد ولا يعزف ولا يضرب على طبلهْ..
الأميّة التي نحياها أميّة عشق ولطافات حقيقية.. قد تتعثر الأيام بالعديد من المجاملات الضاربة كالكلاب المصابة بداء الكلب.. لكن الحقائق الحلوة التي يصر عليها الكلام، ويصرح بها الشوق هي القليلة والصعبة والنادرة والمنيعة والسهلة الممتنعة والممنوعة!!
كلما فكّرت أن بإمكاني أن أعتزل العشق، وكلام الحبّ، أجدني أمام هزائمي، فأعود من جديد إلى جادة الاشتياق وعينيك والكلمات المتروكة منذ بارحة الصبابات على طرف طاولة، أو عند صحن فاكهة، أو شرق قُبلة، أو غرب ضحكة، أو إلى الشمال الشرقي من نهدة صدرك المتمتع بكامل الأنفة كـ(الدبلوماسيين المتمرنين) الذين يربطون ربطة العنق، ويلبسون (البدلة الرسمية) وينامون فيها ومن أجلها؟!
لكن الذي يميز العشق أنه عفوي وشعبي، ولا يلبس ربطات عنق أو بدلات رسمية حتى في الحفلات والأعراس؟!