رياحُنا.. وشمسُنا..بقلم: آمال الشماع

رياحُنا.. وشمسُنا..بقلم: آمال الشماع

تحليل وآراء

الاثنين، ٩ مارس ٢٠١٥

تعتمد سورية بشكل أساسي على مصادر الطاقة الأحفورية الغاز والفيول كمصدر وحيد للطاقة المتجددة، حيث تنتج الطاقة الكهربائية وهي باستمرار بحاجة إلى إضافة محطات جديدة لتغطية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية، وقد بلغ الدعم المقدم من قبل الدولة للطاقة في سورية من طاقة كهربائية ومشتقات نفطية في عام 2008 حوالي 350 مليار ليرة سورية، مع العلم أن الهدر في الطاقة بكافة مجالاتها في سورية أكثر من 30%.. وقد قامت مجموعة نانوفو وهي مجموعة دولية للطاقة المتجددة ومقرها الرئيسي ولاية نيفادا الأميركية ولها سبعة مقرات إقليمية في مجمل القارات وتحت لواء هذه المجموعة ثماني عشرة شركة بكل اختصاصات الطاقة المتجددة وبرئاسة الدكتور محمد ديب السوري الجنسية والرئيس التنفيذي للمجموعة والمفوض من قبل مجلس الإدارة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا بإجراء عمليات القياسات وإعداد خارطة لكل مصدر من مصادر الطاقة المتجددة في سورية، واستقدمت تقنيات متطورة للقراءات الدقيقة ترتبط بالقمر الصناعي، وهذه الدراسة تجري لأول مرة في سورية وعلى نفقة المجموعة دون أن تتحمل الحكومة السورية أي مصاريف أو نفقات. لذلك حددت المجموعة قاعدة بيانات متكاملة لكل مصدر من مصادر الطاقة المتجددة الممكنة في سورية وتوصلت نتيجة ذلك إلى أن طاقة الرياح موجودة في أربع مناطق في سورية وهي: منطقة غرب وشرق حمص ومنطقة السفوح الشرقية لجبال الساحل وتمتد من إدلب، حماة.. الغاب، مصياف، مشتى الحلو.. منطقة سفوح جبل الشيخ.. المنطقة البحرية على طول الساحل السوري.. أما سرعة الرياح في هذه المناطق فهي ضمن الاستثمار الاقتصادي للمزارع الريحية.. وقد أعد الفريق الدارس خارطة ريحية محدثة لسورية.. وأما بالنسبة للطاقة الشمسية فقد أجرى الفريق قياسات دقيقة للسطوع الشمسي في سورية.. وظهرت النتائج مذهلة للجميع، حيث كان مسجلاً في مركز نيفادا أن السطوع الشمسي في سورية مجدداً أربعة كيلو واط للمتر الواحد.. إلا أن سجلات القياسات في منطقة الضمير أبو الشامات.. حسياء.. تدمر.. التنف.. البوكمال.. باب الهوى.. تجاوزت سبعة كيلو واطات للمتر المربع.. وقد أعد الفريق أيضاً خارطة شمسية جديدة لسورية وظهر نتيجة هذه القياسات والأبحاث أن الطاقة الممكن إنتاجها من الرياح والشمس في سورية تصل إلى حوالي 14 ضعفاً مما ينتج من كافة محطات الطاقة الأحفورية المقامة حالياً في سورية إلى أي نوع من الوقود الأحفوري.. كما يمكن الحصول على الطاقة من النفايات المنزلية.. والبترولية.. والحرارية الموجودة في سورية حيث تتحول النفايات إلى منتج للطاقة بدلاً من كونها أحد الأعباء البيئية في سورية.. أما ما ينتج عن مخلفات الزراعة.. والغابات.. والمخلفات الحيوانية وما إلى ذلك فإنها كافية لإنتاج وقود حيوي لأعمال التدفئة الزراعية وإنتاج الطاقة الكهربائية لتغطي حاجة العديد من المناطق الزراعية والمدن الصغيرة.. ولدى دراسة الفريق المتخصص بملف الغاز على مواصفات الغاز السوري تبين أن إحراق الغاز لإنتاج الطاقة الكهربائية خاسر اقتصادياً.. لذا تم الاقتراح على إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة والاستفادة من الغاز كوقود أو لاستخلاص مركباته الصناعية وغيرها.. وذلك يؤدي إلى استثمار هذه الثروة بدلاً من حرقها وخسارة جزء كبير من قيمتها التجارية.. كما كانت سابقاً ولعشرات السنين تحرق الغاز المرافق في الهواء.. وأدى ذلك إلى خسارة مئات الملايين من الدولارات بتلك الطريقة.. ويمكن أن تنتج الطاقة الكهربائية من استخدام السدود السورية.. كما أجريت دراسة شاملة على آبار النفط والغاز والتي خرجت من الخدمة وأصبحت مهملة وبما أن النفقات الفعلية في كيفية إنتاج الطاقة من  باطن الأرض هو حفر الآبار، فقد أعد فريق الدراسة بيانات لمجمل الآبار الموجودة في سورية للاستفادة منها لضخ الهواء عبر الآبار إلى باطن الأرض.. وكانت النتائج مشجعة للاستفادة من مشروع إنتاج الطاقة من حرارة باطن الأرض في كل الآبار النفطية والغازية التي خرجت من الخدمة.. كما حثت الدراسة الصناعيين للتحول إلى إنتاج الطاقة ذاتياً عن طريق الشمس والرياح وأخذ ما يلزمهم منها.. وضخ الفائض عبر الشبكة.. كما شجعت أن تستعمل الطاقة الشمسية في أنظمة الإنارة العامة واللوحات الإعلانية وأنظمة السير وإشارات المرور والحدائق العامة وغيرها.. وهو ما يتبع حالياً في أوروبا وأميركا وأما الاستهلاك بالمنازل فقد تم التأكيد على أنظمة حفظ الطاقة عبر تطبيق الكود الحراري وإضافته لكود البناء.. كما يجب أن تلتزم شركات البناء العامة والخاصة بتطبيق أنظمة العزل الحراري واستخدام الطاقة الشمسية في التدفئة والتكييف، وبهذه الوسائل يتم توفير وقود التدفئة.. ويمكن الاستفادة من استخدام الطاقة المتجددة للأعمال الزراعية والصناعية وغيرها.. كما أجريت دراسة على الهدر اليومي في المياه الصالحة للشرب في سورية لأن المياه التي تستعمل في المنازل معظمها صالحة للشرب.. وقد ميزت الدراسة بين مياه الشرب ومياه الاستعمالات الأخرى التي تكرر ويعاد استعمالها وقدمت الدراسة خطة لمجموعة أنظمة بسيطة وقليلة التكاليف لتوفير 50% من المياه المستخدمة حالياً.. وقد صرح الدكتور محمد ديب الرئيس التنفيذي للمجموعة أنه بموجب الدراسة لمصادر الطاقة المتجددة وبعد إجراء القياسات الفعلية والواقعية على الأرض تكون المجموعة قد أعدت خارطة استثمارية إستراتيجية للطاقة المتجددة وهي تعد لأول مرة في سورية، كما أنها ستوفر على أي جهة ستعمل بالطاقة المتجددة الوقت والجهد الكبيرين.. كما أضاف بأنه بعد توقيع المرحلة التجريبية مع الحكومة ستقوم المجموعة بتوفير هذه المعطيات على موقعها الإلكتروني مجاناً.. ولكون المجموعة مهتمة بالجانب الاستراتيجي من المشروع المتعلق بمحطات توليد الطاقة من مصادرها المتجددة، فقد حرصت على إطلاق المرحلة التجريبية عبر محطات ثلاث وتشكل هذه المحطات مفتاحاً لثلاثة مشاريع إستراتيجية في سورية.. وقدمت للحكومة السورية ملفاً كاملاً بذلك كما طلبت من وزارة التعليم العالي إقامة معهد للطاقة المتجددة في سورية لتأهيل الكوادر بتمويل من المجموعة.. لأن الخطة تقتضي الاعتماد على الكوادر المحلية بعد تأهيلها.. وأخيراً تدل الأرقام على أن سورية تعتبر من الدول العشر الأكثر تنوعاً في مصادر الطاقة المتجددة.. ولا مشاكل في مصادر الطاقة، وإنما في إدارة مصادر الطاقة.. حيث يجب أن يكون هناك قوانين نافذة لاستغلال طاقاتنا ومواردنا الطبيعية.. وتجنب الهدر.. وسوء الاستثمار للمصادر الموجودة في سورية.. لذا نتمنى على الجهات والوزارات المختصة كل حسب موقعه.. إصدار القوانين المطلوبة لمشاريع الطاقة المتجددة.. والعمل على تنفيذها.. ونشر ثقافة الطاقة المتجددة في المدارس والمعاهد والجامعات والمراكز الثقافية وغيرها.. وأخيراً نحن بحاجة ماسة للعمل على الاستفادة من مشاريع الطاقات المتجددة السورية.. وخاصة في ظل الأزمة التي تمر بها سورية.