دمشق تتحول إلى قبلة لوفود أوروبية وإقليمية

دمشق تتحول إلى قبلة لوفود أوروبية وإقليمية

تحليل وآراء

السبت، ٧ مارس ٢٠١٥

يتحول القصر الجمهوري السوري إلى قبلة تتجه إليها الوفود الغربية والإقليمية بكل تسمياتها " برلمانية، حزبية، اقتصادية، اجتماعية... الخ" وكأن هناك انتفاضة شعوب ممتعضة من سياسات حكوماتها تجاه سورية! وأن تلك الحكومات المعادية بذاتها أدركت أن لا خيار لها سوى الاعتراف بمكانة دمشق فاستعانت بوفود يشكلها مواطنوها تحت تسميات عديدة من أجل إعادة فتح قنوات الاتصال مع السوريين.
بعد الوفد البرلماني الفرنسي الذي زار دمشق والتقى بالسيد الرئيس بشار الأسد، زار وفد تركي مؤلف من شخصيات سياسية واجتماعية واقتصادية العاصمة السورية برئاسة رئيس حزب "وطن" دوغو بيرنتشيك.
توج هذا الوفد زيارته بلقاء السيد الرئيس بشار الأسد، فكان اللقاء ودياً وصريحاً، أكد فيه الرئيس الأسد بأن أردوغان يدعم التكفيريين، موضحاً بأن مكافحة الإرهاب لا تتم فقط عبر محاربة الإرهابيين، بل أيضاً من خلال ضغط الشعوب على الحكومات التي تدعمهم لتغيير موقفها، وكأن في ذلك دعوة للوفد التركي ولباقي الأحزاب التركية التي تفكر بزيارة دمشق أن تبدأ تحركاتها من أجل الضغط على حكومة العدالة والتنمية لتغيير سياسته، لكن كلام الرئيس الأسد عن أردوغان كان رسالة واضحة مفادها بأن المعتوه العثماني بالبذلة الفاخرة، لا يمكن أن يصبح صديقاً مرةً أخرى لسورية، كما كان الوضع قبل شن الحرب الكونية الحالية على دمشق.
أما الوفد التركي فقد أكد أن سورية قدمت دروساً في الصمود والثبات للمنطقة والعالم من خلال تضحيات جيشها وتمسك شعبها بأرضه وبوحدته، مشدداً على أن الأغلبية الساحقة من الشعب التركي ما زالت تؤمن بالعلاقة الأخوية مع الشعب السوري وترفض تورط أردوغان بدعم الإرهاب في سورية.
بالمحصلة هل يكون هذا الوفد هو الأول من نوعه وستليه وفود أخرى من مكونات الشعب التركي السياسية والاقتصادية والنخبوية؟ إن حدث ذلك بالفعل وكرت سبحة الوفود التركية إلى دمشق فماذا ستكون ردة فعل حكومة العدالة والتنمية؟ وهل ستقوم الوفود التي ستزور سورية بما عليها في الداخل التركي لجهة الضغط على حكومة أنقرة بهدف إعادة فتح العلاقات مع سورية، ولاسيما أن الشعب التركي تضرر بشكل كبير اقتصادياً واجتماعياً بفعل تورط أخوان تركيا في الحرب على سورية.