الناس معادن..! بقلم:سمير عربش

الناس معادن..! بقلم:سمير عربش

تحليل وآراء

الخميس، ٥ مارس ٢٠١٥

هو من جميل موروث أمثالنا الشعبية التي تردد حين لزوم ما يلزم، ولعل رديفه هو المثل القائل: الناس أجناس، مع الأخذ بعين الاعتبار، ما بينهما من خلافات متعددة.
فالمعادن على أنواع.. منها النفيس ومنها الثمين ومنها الرخيص ومنها البخس، ولأن القدامى من الأجداد ابتدعوا فكرة الأمثال الشعبية التي استقوها من واقع الحياة، أورثوها لنا متلازمة مع القول: إن المثل لم يترك شيئاً إلا وقاله.
نعم.. الناس معادن منها وبينها ما ذكرنا من أنواع وأصناف وصلت بنا إلى زمن طغى فيه الرخيص والبخس على الثمين والنفيس، فمات الضمير وخبت النخوة والشهامة "والشاطر يدبّر حالو" نهياً وسلباً ليس سطواً بالضرورة، إنما باستغلال الحاجة، واستخدام مختلف أساليب النصب والاحتيال، لكن.. على الرغم من كل ذلك ما زلنا بخير وإن خليت خربت.
نعم.. الناس أجناس، منهم النبيل الأصيل، الشهم، المسالم، الوديع، والقائمة لا تنتهي ومنهم، اللئيم، المشاكس، العنيد، العدائي، وكذلك القائمة لا تنتهي.
ولم نعد ندري مع من نتعامل وكيف نتعامل، وهل تأثرنا بوباء العصر، أم بقينا على ما نشأنا؟
ما أسلفنا لا يقتصر على العلاقات الاجتماعية بكل أنواعها، بل ينسحب على السياسة وميادينها الداخلية والخارجية، فقد رأينا في الداخل من باع نفسه للشيطان، وحمل السلاح بوجه المواطنين الصالحين، وأشهره على الوطن، وراح يقتل ويدمر تحت شعارات ضالة ومضللة، فأي معدن هو وأي جنس، هل من أبخس المعادن التي تداس بالأرجل، أو من الجنس اللئيم العدائي.. أم الاثنين معاً.
أما الخارج، وهناك الطامة الكبرى، حيث قادة وزعماء بعض الدول الكبرى، وبعض الدول التابعة لها، عكفوا على نسج خيوط المؤامرة الكبرى على سورية.
لنتخيل كم في لقب القائد أو الزعيم من تفخيم وتعظيم وتبجيل، في حين لا يستحق أيّ من ذلك، لمجرد انحداره إلى أردأ أنواع البشر، وليصبح فعلاً من المعادن الرخيصة والأجناس الضعيفة.
القائد الحق، هو المدافع عن كل حبة من تراب الوطن، عن كل مواطن وعن كل ذرة من كرامته، وعن كل موقف نبيل يقترن بالمنعة والعز.. إنه المعدن النفيس الذي لا يقدر بثمن.