الديمقراطية والحرية لهم والقتل والدم لنا ! .. بقلم: غسان يوسف

الديمقراطية والحرية لهم والقتل والدم لنا ! .. بقلم: غسان يوسف

تحليل وآراء

الاثنين، ٢ مارس ٢٠١٥

اختلفت وسائل وأدوات التعذيب التي يستخدمها القوي على الضعيف ما بين الخازوق والمقصلة، والكرسي الكهربائي والإعدام حرقًا وشنقاً.. الخ !
وعلى الرغم من أن دولاً مثل الاتحاد الأوروبي قررت وقف العمل بعقوبة الإعدام، إلا أنها مازالت تصدر لنا الإرهاب بأشكاله المختلفة وكأنها لاتريدنا أن ننسى ما حل ببلادنا من خراب ودمار جراء حملات الاحتلال الكثيرة التي قامت بها الدول المستعمرة ضد شعوب هذه المنطقة، فهل يمكننا أن ننسى الحروب الصليبية وما جرى خلفها من ويلات ومذابح ؟ وهل لنا أن ننسى حملة نابليون وغيرها من الحملات على الدول العربية كاحتلال الجزائر وتونس ومصر وأغلب الدول العربية التي قدمت ملايين الشهداء في سبيل حريتها.
الدول الأوروبية التي تتغنى اليوم بالديمقراطية وحقوق الإنسان هي نفسها التي شهدت أبشع المجازر في التاريخ، فخلال الحرب النمساوية الفرنسية استمرت إحدى المعارك ست عشرة ساعة وغصت ساحات القتال بأجساد أربعين ألفاً من القتلى والجرحى. وعلى أثر هذه المعركة أنشأ المواطن السويسري "هنري دونان" منظمة الصليب الأحمر بعد أن راعه رؤية آلاف الجنود من الجيشين، وقد تُرِكوا يعانون بسبب ندرة الخدمات الطبية الملائمة. ووجّه إذ ذاك نداء إلى السكان المحليين طالباً منهم مساعدته على رعاية الجرحى وملحاً على واجب العناية بالجنود الجرحى من كلا الجانبين.
فرنسا نفسها التي تدّعي الحضارة ظلت تستخدم المقصلة بتنفيذ حكم الإعدام منذ قيام الثورة الفرنسية حتى انتخاب الرئيس الراحل فرانسوا ميتران.
 منطقتنا العربية التي لم يتسنّ لها يوماً لملمة جراحها تشهد اليوم أبشع أنواع الجرائم على يد عصابات مجرمة مدعومة من دول أوروبية وإقليمية حتى إن بعض هذه الدول مازالت تمارس قطع الرؤوس ضد مواطنيها كما في السعودية ! أو دول تحن لاستخدام الخازوق كما هي تركيا التي تحكمها طغمة متعصبة حاقدة تتغنى بماضيها الدموي، فلم يسلم من خوازيقها إلا كل طويل عمر، كما يقال، لتبقى في بلادنا أربعمئة عام من الدماء والدمار والحقد والعنصرية والتخلف والجهل !
اليوم نفس القوى الاستعمارية التي قتلت وشردت شعوبنا هي نفسها تعود إلينا بأسلوب آخر، ولعل الأتراك الذين فعلوا ما فعلوا في منطقتنا العربية يحاولون العودة اليوم لكن عن طريق عصابات مجرمة حاقدة تكفر الآخر لا لشيء إلا لأنه لا يوافقها الرأي مقدمين لها كل الدعم من مال وسلاح.
أليس ما قامت به هذه العصابات التركية في قرى اللاذقية خير شاهد على ذلك ؟ ألم تقم هذه العصابات بحرق الإيزيديين والمسيحيين والمسلمين على اختلاف مذاهبهم في العراق ؟! واليوم تقوم هذه العصابات بإبادة السريان والآشوريين، أين الحضارة الغربية إذاً، ودعاة حقوق الإنسان مما تقوم به هذه العصابات، ومن الدول الداعمة لها ؟