الجيش السوري يعيد إشعال «مثلث الجنوب».. فما هي وجهته القادمة؟

الجيش السوري يعيد إشعال «مثلث الجنوب».. فما هي وجهته القادمة؟

تحليل وآراء

الأحد، ١ مارس ٢٠١٥

 إستكمل الجيش السوري أمس، ما كان قد إنطلق به في الحادي عشر من الشهر الماضي، متابعاً هجومه البري الواسع، الذي يستهدف الجماعات المسلحة المتمركزة في الجنوب السوري عند مثلث (درعا – القنيطرة – ريف دمشق)، محققاً إنجازات جديدة مهمة، في سياق سعيه لإبعاد خطر مسلحي الجنوب عن العاصمة دمشق، وإفشال أي مخطط إسرائيلي لإقامة منطقة عازلة في الجنوب السوري.

وعلى ما يبدو فإن الأيام الماضية التي شهدت سوء أحوال جوية خفضت من حدة المعارك في تلك المنطقة، وفرضت هدوءاً حذراً على الجبهة الجنوبية، الأمر الذي ساعدت الجيش السوري وحلفاءه على تثبيت سيطرتهم في النقاط التي وصلوا إليها كدير العدس ودير ماكر، ومكنهم من تنفيذ إعادة تموضع وإنتشار جديد ساهم في فتح الطريق نحو باقي البلدات التي تمت السيطرة عليها بالأمس.

وبحسب ما أشارت إليه مصادر ميدانية، فإن الهجوم الذي انطلق ليل الجمعة - السبت قد تم على عدة مراحل، حيث بدأ بقصف عنيف ومكثف نفذته الوحدات المدفعية والصاروخية في الجيش السوري على البلدات المستهدفة في الهجوم، تم خلاله تدمير التحصينات التي كان يقيمها المسلحون في تلك البلدات وتشتيت خطوط دفاعهم وصفوفهم، تبعه هجوم بري ليلي، على بلدتي الهبارية وتل قرين غرب دير العدس، حيث سيطر الجيش عليهما، ما دفع المسلحين للفرار تحت وابل من النيران، بعد مقتل العشرات منهم، نحو البلدات المجاورة التي ما تزال تحت سيطرتهم.

وبالأسلوب نفسه، تابع الجيش السوري تقدمه مستفيداً من الإنهيار المعنوي الذي أصاب المسلحين، نتيجة الصدمة التي شكلها الهجوم المباغت، إضافة الى مقتل متزعمي مجموعاتهم، ومن بينهم قائد "لواء شهداء إنخل" المدعو آمين الشاويش و الملقب "بأبو داني"، وسقوط أعداد كبيرة من القتلى في صفوفهم، ما دفعهم للتراجع، ليتابع الجيش بسط سيطرته الكاملة على تلال فاطمة وبلدتي خربة سلطانة وحمريت فجر السبت.

وقد أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة السورية في بيان أن “وحدات من ‫‏الجيش‬ والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية أعادت الأمن والاستقرار إلى بلدات ‫‏الهبارية‬ وخربة السلطانة‬ و حمريت‬ في ريف ‏دمشق‬ الغربي وتحكم سيطرتها على ‏تل قرين‬ و‏تلول فاطمة‬ في ريف درعا‬ الشمالي الغربي بعد القضاء على أعداد من إرهابيي ‫‏جبهة النصرة‬ وتدمير أدوات إجرامهم."

وبحسب المصادر الميدانية، فقد حاول المسلحون أثناء تنفيذ الجيش السوري لهجومه، تشتيت عمليته المفاجئة، عبر شن هجوم مباغت على مراكز للدفاع الوطني في قرى المقروصة ومغر المير بمنطقة جبل الشيخ، إلا أن وحدات  فوج الجولان اشتبكت مع المسلحين موقعة خسائر كبيرة في صفوفهم، بمؤازرة من سلاح الجو السوري الذي نفذ غارات إستهدفت المسلحين المهاجمين، ما أدى الى مقتل أكثر من 20 مسلحاً وفشل الهجمات التي كانت تهدف للتاثير على سير العمليات العسكرية في ريف درعا الشمالي الغربي.

كذلك فقد حقق الجيش السوري بالتزامن مع هجومه في ريف درعا، إنجاز آخر عبر تقدم وحداته في منطقة  تل الجموع الواقعة جنوب شرق محافظة السويداء، والقريبة من منطقة "سلخط" التي تعتبر ممراً هاماً لتهريب السلاح والمسلحين من الاردن نحو الداخل السوري.

تكمن أهمية إنجازات اليوم، بحسب ما أوضحته مصادر ميدانية لـ"سلاب نيوز"، في أنها ثبتت سيطرة الجيش على مثلث (درعا - القنيطرة - ريف دمشق) ووسعت من نطاق إنتشاره ما سيوسع لديه همش الحركة من عدة محاور وفي عدة إتجاهات، فتل قرين التي سيطر الجيش عليها اليوم، تشرف على بلدة كفر ناسج التي تعتبر من أهم معاقل المسلحين في تلك المنطقة، كما أن السيطرة على حمريت ستكون ركيزة الإنطلاق نحو بلدتي مسحرة وتل المال، اللتان تشكلان ممراً نحو بلدة "الحارة" الإستراتيجية، والتي ستكون الوجهة القادمة بحسب تقدير المصادر.