فجر الحياة.. بقلم: محمد عبد العزيز

فجر الحياة.. بقلم: محمد عبد العزيز

تحليل وآراء

السبت، ٢٨ فبراير ٢٠١٥

أخدت حصتي من البرد والجوع والتشرد ومن الهواء والحرية وبسكوت كوكي كوكي وين خبوكي بها البلد، صفيان إلي بزمتو حصتي من محصول الكباد والشوندر السكري وشوكولا كيندر بوينو، ومن المحبة بمعناها النقي والرزين بمجرد حصولي عليهم رح فرقهم على الفرقاء ليحبوا بعض متل البشر ويخاصموا بعض متل البشر ويقارعوا بعض متل البشر إذا مو مشانن فمشان ولادن اللي إذا يوما ما صدف وتشاركوا بمقعد مدرسي ما ينطو على بعض متل أي حيوانين على جحر مسدود فينزفان حتى الموت كأي ضبعين على شاشة ناشيونال جيوغرافيك. إلى ذلك الحين أيها السوري العظيم المعتد بنفسك واظلافك تعلم من القرد كيف تستطيع أن تكون عادلاً كما ينبغي عندما يحتدم الصراع حول محصول الموز، وتذكر أننا شاركنا المراعي مع الأرانب والثعالب البرية وفئران الحقول والغزلان وحمير الوحش، وتقاسمنا اللقمة مع الضباع وسائر المفترسين منذ فجر الحياة وعبر تاريخنا الطويل كنوع منذ انحدارنا من البكتريا واستيطاننا أعماق المحيطات إلى جذوع الأشجار والكهوف والبيوت الطينية وصولاً لناطحات السحاب تجاورنا وسكنا سوية مع الطيور والنمل والجراذين والصراصير والعقارب والسحالي أبناء عمومة الديناصورات الأولى وبشكل وبآخر توصلنا لصيغ مرضية مع جميع هذه الكائنات كل حسب ظرفه ومفهومه فلا تؤول ما فيني شارك الآخر الذي يسير مثلك على قائمتين وله خمس سلاميات وقلب يخفق بغض الطرف عن حيونتو الهواء والخبز والجغرافيا والبطيخ والزفت ومكب القمامة بعد الآن وحتى الحمار الذي تعتقد بأن الله حكم الله عليه بالتخلف العقلي يدرك ويعي ويتكيف ويتناغم غريزيا مع ذلك ومع القوانين الكونية التي تساوي بين ذرة الغبار التي لها دورها وجذرها الذري وأي كوكب آخر يتسع جوفه لألف كوكب من وزن وقطر وحجم كرتنا المتفردة والبلهاء هذه. ويبقى أن يكون الله في عون حمير وهوام ودواب وسائر بهائم هذا البلد من شر وحيونة وتعفيس خلقه المناضلين.