صبي الصحراء في العاصمة الأم " واشنطن".. والبعبع الحوثي والدشداشة الوهابية.. بقلم: علي مخلوف

صبي الصحراء في العاصمة الأم " واشنطن".. والبعبع الحوثي والدشداشة الوهابية.. بقلم: علي مخلوف

تحليل وآراء

السبت، ٢٨ فبراير ٢٠١٥

ينزع البدوي الصبي دشداشته الأعرابية المذهبّة، يرتدي بزة فاخرة وربطة عنق، ثم يتوجه إلى العاصمة الأم " واشنطن". أمير قطر تميم التقى الرئيس الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أشاد بالدور الذي تقوم به قطر ضد تنظيم داعش!، مشيراً إلى وجود شراكة متينة بين البلدين، كما أعرب عن قلق البلدين الشديد حيال الوضع في سورية، لكن الأهم هو تأكيد الرئيس الأمريكي دعم بلاده وقطر لما سماها " المعارضة المعتدلة"، زاعماً بأن الاستقرار ليس ممكناً ما دام الرئيس بشار الأسد، لم يغادر السلطة. أما فيما يتعلق بالملف الإيراني فقد أطلع أوباما صبي الصحراء تميم على المحادثات النووية مع إيران، شارحاً له موقف واشنطن. مطمئناً إياه بأن هدف واشنطن هو التأكد من عدم حصول إيران على سلاح نووي، وأن أمريكا ستواصل الضغط على إيران بسبب ما سمته تصرفاتها في المنطقة التي عادة ما يكون لها تأثير يزعزع الاستقرار. زيارة تميم وكأنها إعادة تموضع لإمارة الغاز، بعد فترة ظهر فيها أن دور الدوحة قد انكفأ بسبب الحنق السعودي، استقبال أوباما لتميم يعني بأن دور قطر لم ينته وأنه لن يتعارض مع الدور السعودي الرئيسي في المنطقة. في الشأن السوري كانت تطمينات أوباما لتميم دليلاً على وجود خوف قطري حقيقي خصوصاً وخليجي عموماً مما تم ترويجه حول تغير السياسية الأمريكية تجاه سورية، ولاسيما فيما يتعلق بالتعاطي مع السيد الرئيس بشار الأسد، والذي بدأت الأصوات الغربية ترتفع بضرورة التعاون مع سيادته في الحرب على الإرهاب، حتى بعض الأصوات المعادية أقرت بضرورة الرضوخ للأمر الواقع، وباعتبار أن النزعة البدوية الجلفاء تسيطر على حكام الخليج، فقد كان لا بد من تطمينهم أميركا، لأن أساس مشكلتهم هي شخصنة الحرب على سورية من خلال الرئيس الأسد، الذي كلما مرّ الوقت زاد في حنقهم بسبب وجوده.

البعبع الحوثي والدشداشة الوهابية
أخيراً خرج المارد الحوثي من قمقمه، جمدت الدماء في عروق أبناء آوى في الصحراء العربية وعلا عواؤهم استنجاداً من خطر الجنوب، استنفرت الرياض وارتعشت، وزعمت أن مايجري في اليمن هو انقلاب وفوضى! على الرغم من كونه أخذ شكل ثورة، في وقت تدّعي فيه الرياض أنها الأم الحنون للثورات في المنطقة!.
تطورت الأحداث الدراماتيكية على الساحة اليمنية، حيث سيطر الحوثيون إثر معارك طويلة على معسكر للقوات الخاصة اليمنية، ترافق ذلك مع إعلان جماعة الحوثي عن فقدان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي "للشرعية" واعتبرته مطلوباً للعدالة، بل أكثر من ذلك فقد حذّر الحوثيون عبر بيان لهم كل من يتعامل معه بصفة رئيس دولة، وينفذ أوامره من كافة موظفي الدولة، ومسؤولييها وبعثاتها الدبلوماسية، وبأنهم سيتعرضون للمساءلة القانونية، هذه الخطوة أغلقت الطريق على كل المحاولات السعودية لإعادة هادي لكرسيه، وأكدت أيضاً إصرار الحوثيين للمضي في طموحهم وبرنامجهم.
 الضربة القاضية كانت الحديث حول تكليف زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي للقائد الميداني في الجماعة والرجل الثاني فيها أبو علي الحاكم باستلام أعمال المحافظات الجنوبية.
الخليجيون أوفدوا أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني إلى مدينة عدن جنوب اليمن لبحث آخر التطورات على الساحة اليمنية مع عبد ربه منصور هادي، خطوة يراها البعض استفزازية من الأنظمة الخليجية للحوثيين.
الخطر الأكبر فيما يجري على الساحة اليمنية، هو الحقد الخليجي الذي قد يودي إلى تقسيم هذه البلاد إلى يمن شمال وآخر جنوبي، هم لن يسمحوا للحوثيين بالاستئثار في السلطة، لأن ذلك يعني أن سورية أخرى قد أصبحت على حدودهم، في إشارة من السعوديين لمخاوفهم من الدور الذي يمكن أن يلعبه الحوثيون بعد انضمامهم إلى محور المقاومة الذي يضم كلاً من " سورية وإيران وحزب الله".