الأزمة وتجربة البعث في دمشق القديمة .. بقلم: كميل العيد

الأزمة وتجربة البعث في دمشق القديمة .. بقلم: كميل العيد

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٥ فبراير ٢٠١٥

بمناسبة اقتراب الذكرى الثانية والخمسين لثورة الثامن من آذار ثورة حزب البعث العربي الاشتراكي, ثورة التحدي لقوى الهيمنة والاستعمار والتخلف, ثورة الجماهير المتطلعة لبناء مدنية تفوق مدنيات العصر قوة وحضارة. أتوجه إلى كافة البعثيين على كامل التراب العربي بالتحية والاعتزاز وأقول لهم نحن كبعثيين فخورون لأننا نمتلك أكبر تجربة حكم ناجحة في الوطن العربي. فدولة البعث التي اعتادت على مواجهة التحديات ومحاولات الشيطنة, والتي تمكنت من النهوض بأعباء التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومتطلبات الصراع العربي الصهيوني, تمكنت اليوم من تأمين متطلبات الدفاع أمام الهجمة الشرسة التي تواجهها سورية والتي تهدف لتدمير كافة المنجزات التي حققتها دولة البعث ولاسيما في ظل القيادة التاريخية للقائد الخالد حافظ الأسد والقائد الرئيس بشار الأسد. وبهذه المناسبة العطرة لا بد أن أتحدث عن تجربة عملنا كبعثيين في دمشق القديمة أثناء الأزمة حيث تعتبر الشام القديمة من أكثر مناطق القطر حساسية ففيها كل مكونات الشعب السوري الدينية والمذهبية والمناطقية وفيها رؤساء طوائف عالمية وفيها قامات دينية ووطنية مختلفة المشارب والاتجاهات. ولأن الأزمة أصبحت جزءا" رئيسيا" من واقع الحياة في سورية اندفعنا كبعثيين وقادة ميدانيين في دمشق القديمة للتفكير بصورة جدية في كيفية مواجهة المشكلات الناتجة عنها والتعامل معها بشكل فعال أدى إلى الحد من النتائج السلبية لها. وهذا تطلب منا البحث في وسائل تحسين قدرة مجتمع دمشق القديمة على إدارة الأزمة ومواجهة القوى الأزموية والقوى التي تقف عائقا" في وجه الحزام الشعبي الملتف حول مؤسسات الدولة وحول نظامنا السياسي. لقد تمكن البعثيون في دمشق القديمة ومن خلال لجان الأحياء والقوى الأهلية المختلفة وأصدقائهم من التعامل مع الكثير من المجاميع المهجرة والقادمة من المناطق الساخنة والمناطق الحاضنة للمسلحين وشطر العناصر الأزموية بينها والتأثير على فكرها وتمكنا كبعثيين من خلق خلل لصالحنا في البنية التفكيرية لدى الكثيرين وإذا كنا لم نستطع جذب العديد من العناصر إلى جانبنا فقد تمكنا من العمل على العقل الجمعي وتحييدها فكريا". لقد تمكن البعثيون وأصدقاؤهم من وجهاء وقامات دينية ووطنية في دمشق القديمة من ضرب كافة مواقع الخلل الموجودة وكانوا حاضرين في كل مشكلة وتصدوا لكل من حاول أو سعى عن قصد أو دون قصد لتعكير الانسجام بين أبناء المجتمع. ويمكننا الاعتزاز بأنه وبفضل هؤلاء الرجال تمكنا من تقوية مجتمع دمشق القديمة وقضينا على كافة مواقع الخلل فيها، وللعلم فإن العام الماضي لم يشهد حادثة خطف أو سرقة أو جريمة داخل أسوار دمشق القديمة, باستثناء تلك الجرائم التي نفذتها العصابات الإرهابية من خلال استهداف أحيائنا بالقذائف المختلفة والتي تسببت بسقوط العديد من الشهداء والجرحى. لقد تمكن البعثيون في أثناء الانتخابات الرئاسية من تحويل دمشق القديمة بكاملها لورشة عمل وطنية فكانت هذه الانتخابات مناسبة لتأكيد تلاحم أبناء دمشق القديمة مع بعضهم ووقوفهم إلى جانب الدولة الوطنية السورية وخلف رمزها القائد الرئيس بشار الأسد. لقد قدم البعثيون في دمشق القديمة الكثير من الشهداء وفي مقدمتهم الرفيق والأخ والصديق الدكتور خليل الراشد الذي اغتالته اليد الآثمة حيث كنا جنبا" إلى جنب نعمل في قيادة العمل الحزبي والوطني والذي يعود إليه الفضل في الكثير من الانجازات التي تحققت أثناء الأزمة وإني أتوجه بالتحية لخلفه الدكتور المهندس محمد رباح الخباز الذي وإياه تمكنا من تعزيز الانجازات وتحقيق النجاحات ولاسيما في فترة الاستحقاق الرئاسي. وفي الختام أقول لرفاقي البعثيين ارفعوا رؤوسكم فسورية الجديدة سورية الغد المشرق قادمة لا محالة، وسترون كتائب البعث وهي تحرسكم مجددا من كل تهديد. وسنعيد بناء بلدنا وننقل شعبنا إلى عصر جديد من الأمن والأمان والرفاهية. أيها البعثيون تحية حب لكم بمناسبة ذكرى الثورة, تحية لكم وانتم تفتحون مغاليق العصر وتكتبون دستور النصر لتعود امتنا امة الإبداع والتقدم. تحية حب من القلب أرفعها باسمكم لرمز سورية والأمين على بعثها القائد الرئيس بشار الأسد.