دعوة للحب.. بقلم: ميساء نعامة

دعوة للحب.. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ١٤ فبراير ٢٠١٥

"اجعلوا مساجدكم وكنائسكم وجامعاتكم تحمل وردة لكل من يريد الحوار والمصالحة والإصلاح في سورية"
المقولة للسيد الرئيس بشار الأسد، أتت في سياق برنامج الزميل نضال زغبور إلى "حد ما"، عن قصة رواها سماحة مفتي الجمهورية الدكتور بدر الدين حسون، عن الرئيس الأسد عندما اجتمع بعلماء الدين.
يقول سماحة المفتي العام للجمهورية إنّه خلال اللقاء الذي جمع علماء دين من جميع الأطياف السورية، مع الرئيس الأسد طالب أحدهم بمحاسبة الفاسدين، فابتسم الرئيس الأسد وقال: "سأروي لكم قصة بلغتني من أحد البلدان دخل سارق إلى بنك ووجه سلاحه إلى أمينة الصندوق وقال لها ضعي ما في الصندوق في الكيس، فتحت السيدة الصندوق وحملت وردة وقالت للشاب حافظ على الوردة كأنها عمرك فلا ترضى أن يذبل عمرك، خذها حتى أملأ لك الكيس، فما كان من السارق إلا أن ألقى سلاحه وأخذ الوردة ورحل".
بعيداً عن الغوص بالأديان، وبعيداً عن مسببات عيد الحب الذي صادف يوم أمس، لابد من الاقتراب أكثر إلى الروح الإنسانية التي تنتشي بعبق الوردة الحمراء التي ترمز للحب، كما ترمز للأخلاق الحميدة التي تقوّم السلوك.
لا أظن أننا نجد عناء في البحث عن الحب لأنه موجود في تفاصيل حياتنا اليومية عندما تجمعنا جلسة مع الأحبة.
أو عندما نسمع صوت فيروز كل صباح، ويتخلله الصوت الملائكي لهيام حموي، نشعر بالحب يغمر حياتنا ويمدنا بطاقة إيجابية تمنع أي شرارة سلبية من الاقتراب.
أو عندما تجمعنا جلسة مع صديق ونتبادل معه أطراف الحوار، نختلف ونتفق وتشغلنا القضايا الفكرية عن عقارب الساعة التي تمضي مسرعة فإننا في تلك الساعات القليلة نعيش حاله من الحب الإنساني الراقي.
وعندما يجمعنا حنان الوالدين ودفء الأسرة الأخوة والأولاد، فإننا نعيش أجمل حالات الحب.
لا يمكن أن تمر مناسبة عيد الحب دون أن أتحدث عن الرائعة كوليت خوري والجلسة التي جمعتنا مع صاحبة الصوت الملائكي الصديقة الغالية هيام حموي، في منزلها الدافئ برغم البرد الذي يملأ القلوب هذه الأيام إلا أن ما يحتويه قلبها من حب وصفاء ينشر الدفء في أرجاء منزلها الذي يشي بأسرار عن الحب والسياسة والغرام والأدب في كل ركن من أركان مساحته التي تتسع لتاريخ طويل.
كلما زرت الأديبة الرائعة كوليت خوري أشعر أنني أدخل التاريخ من بوابة الحب الجميل، وتتحدث عن ذكرياتها الجميلة التي تمتد إلى زمن جميل حتى إنني أخال نفسي أنتمي إلى عوالم ألف ليلة وليلة.
وأسأل نفسي لولا وجود من نحب في حياتنا ما معنى وجودنا في الحياة، الحب بمعناه الجامع لقلوب العشاق والجامع للأحبة والجامع للسوريين.
مع مرور أربع سنوات من الحرب القاسية التي أتعبت سوريتنا الغالية، أتذكر في عيد الحب الأساطير المتعددة التي تُجمع على  أن الحب هو الذي ينقذ حياة الأميرة التي أصابها الوهن بعد أن مستها تعويذة الساحرة الشريرة.
سورية هي الأميرة التي تستحق أن نحبها لكي تتعافى مما أصابها فالحب وحده يعيد الحياة لشرايينها، ولنحمل وردة حمراء نقدمها لمن نحب، ونضع أخرى على قبور الشهداء لأن حضورهم بيننا أقوى من الغياب.
أخيراً لابد أن أقول لك أنت سوريتي كل لحظة وأنت حبيبتي معك أشعر بأن الحب هو الكذبة الأكثر صدقاً في حياتي.