كل الطرق تؤدي إلى دمشق.. بقلم: غسان يوسف

كل الطرق تؤدي إلى دمشق.. بقلم: غسان يوسف

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٣ فبراير ٢٠١٥

كالمثل القائل: "كل الطرق تؤدي إلى روما" فإنّ المعارضة السورية إن لم تقتنع أنّ حل الأزمة السورية سيكون سورياً سورياً وفي دمشق، فإنّها ستُشرق وتُغرب كثيراً وسيكون حراكها كالمثل القائل: "أسمع جعجعة ولا أرى طحيناً"!
نعم، إنّ ما يسمى المعارضة السورية ليست معارضة وطنية بالمعنى الحقيقي للمعارضة، وإنما هي أدوات بأيدي دول غربية وإقليمية وبعضها ينسق مع العدو الإسرائيلي، ويجاهر بذلك علناً كما فعل كل من اللبواني والغادري والأتاسي والبعض الآخر وإن لم يزر إسرائيل فإنّه ينسق مع ممثليها في الخارج كبرنار هنري ليفي وغيره من الشخصيات الصهيونية التي تعمل ليلاً ونهاراً في خدمة إسرائيل!
الكلّ بات يعرف أنّ هذه المعارضة رُكبت بأوامر أميركية كما صرح بذلك كلّ من وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون والسفير الأميركي السابق بدمشق روبرت فورد!
الموضوع الأهم أنّ المعارضة السورية ليست معارضة واحدة، وإنما معارضات لاشيء يجمعها سوى الفوضى والكره للنظام والتبعية للأجنبي ومن هنا فإنّ ما سيوحدها يوماً هو تخلي الدول الداعمة لها في لحظة من اللحظات.
روسيا الصديقة تحاول مشكورة بكلّ ما أوتيت من عزيمة أن تجمع ما بين الحكومة والمعارضة اقتناعاً منها أنّ الحلّ سيكون سياسياً وفي دمشق على عكس الدول الغربية وبعض الدول العربية التي تقدم السلاح للمجموعات الإرهابية سعياً منها لإطالة أمد الحرب.
منتدى موسكو قد يكون جيداً ومفيداً في هذه المرحلة، لكن محكوم عليه بالفشل والسبب أنّ كل من ذهب إلى موسكو لا يملك القدرة على وقف القتال حتى هيئة التنسيق المعارضة التي تغنت يوماً بما سمي الجيش الحر وعمل رئيسها حسن عبد العظيم على شرعنة هذه العصابة وإعطائها المشروعية هو اليوم لا يمون على مسلح واحد فما النتيجة التي سيخرج بها منتدى موسكو سوى اللقاء بحد ذاته!
المطلوب اليوم عقد لقاء دولي يحدد من هم الإرهابيون في سورية ومن يدعمهم وبالتالي وقف كل أشكال الدعم للمجموعات الإرهابية وعلى مختلف مسمياتهم سواء كان بالمال أم بالسلاح، وبغير ذلك لن يقف هذا العدوان المستمر على سورية.
وعندها سنجد أنّ المعارضة بفرعيها الداخلي والخارجي ليست إلا أدوات منفذة تابعة لدول بعينها ولا تملك من الفكر المعارض إلا الاسم!