الساقطون..بقلم: سمير عربش

الساقطون..بقلم: سمير عربش

تحليل وآراء

الخميس، ٢٩ يناير ٢٠١٥

هم أولئك الذين تجردوا من كل القيم الإنسانية والأخلاقية وحتى الدينية، وخلعوا عن وجوههم آخر لبوس حياء أو خجل، فإذا بهم من أشطر المدافعين عن الفضائل، وذلك على مبدأ أنّ العاهرة أفضل مدافعة عن الفضيلة والشرف.
بعضهم سلك الدرب إلى السقوط، عن سابق عمد وإصرار طمعاً بمنصب أو وجاهة أو مال، وقلة منهم عن عدم دراية أو غسل دماغ، لكن الجميع يستوي تحت سقف انعدام الخلق والأخلاق..
إن أردت التعرف إليهم ولو من باب الفضول لا أكثر، فقد تراهم حولك أو بعيداً عنك، وهم يؤدون أدوارهم القذرة، بكل فجور، وما عليك إلا أن تتابع بعضاً من حلقات المسلسل المعروف باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وعلى وجه الخصوص، الحلقات التي بدأت مؤخراً لاستجواب شهود حول واقعة اغتيال الحريري.
هؤلاء.. ضلوا طريق القانون وهم يعرفون ذلك، وجنحوا إلى ميادين السياسة، فكانت شهاداتهم مسيسة بامتياز، والدليل على ذلك، جملة ما ارتكبوا من أخطاء، وما وقعوا فيه من مطبات.. فكم وكم ما ناقضوا اليوم ما قالوا بالأمس، وكم وكم ما كرروا كلمات لا تمت إلى المستند القانوني بصلة، مثل أزعم.. وأظن.. وأعتقد، والغريب العجيب أنّهم ما زالوا يطلقون على الوجود السوري في لبنان، تسمية زمن الوصاية، متجاهلين عن غباء، أنّ الوصاية لا تكون إلا على قاصر، ما يعني أنّهم كانوا من القاصرين، ومتجاهلين أيضاً، عن نكران للمعروف أنّ هذا الوجود أوقف حمامات الدم في لبنان الشقيق وحماه من التقسيم.
وحتى لا ندخل في تفاصيل لا جدوى منها، نعرج على بدعهم الجديدة التي سميت النأي بالنفس عما يجري في سورية، نعم لقد نؤوا وما زالوا رغم أنّ خطر الإرهاب يهدد لبنان، وما هم إلا الضالعون في تأجيجه، وتحميلنا وزره، فكانت آخر إجراءاتهم تأشيرات الدخول إلى لبنان بأنواعها.
رغم ذلك.. فقد ترفعت سورية عن المعاملة بالمثل حرصاً منها على مصلحة شعب لبنان الشقيق، هكذا كانت وهكذا ستبقى، رغم أنف الساقطين.
مروان حمادة، فيصل سلمان، ناظم خوري، ومن سيتبعكم إلى المحكمة كالسنيورة وجنبلاط، كنتم في لاهاي، مرائين مخادعين فاجرين، بهدف صياغة قرار اتهام جديد لسورية، لكن سقوطكم في حاوية الرذائل لن يؤثر على سير المحكمة.. اللهم إلا إذا أرادت ذلك..