الثلج: رأسمال السماء الأرض؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

الثلج: رأسمال السماء الأرض؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٨ يناير ٢٠١٥

 (يُبيضُ) سمعة العلاقات، بين السماء والأرض، وبين الأشجار وأفكارها، وبين الزهرة وصراحة النور، وبين الغصن والعصفور، وبين معلومات الحطب وتعبيرات (التنور).. الثلج أستاذ الأساتذة المشهورْ..
على فِطرة الحب وعفوية الخواطر الحنونة مفطورْ..
لهجته تفهمها اللغات العديدة، قبل مجيئه، وفي هذه الأثناء، وبعض فصول وعصورْ..
الزهرة المخلصة:
لا أترك عهدي مع الشجرة والثمار.. سيزورني قبل نهاية النهار أطفال وكبار، يحبون الغناء مع الأزهار، ويعشقون السفر مع الحقول قرب الأنهارْ.. أنا الزهرة المخلصة، أحب الازدهار.. ودرس ثلج وإملاء نارْ..
العصفور:
منذ توقف بريد الثلوج العميقة، لم أقم بنقل الرسائل بين الأغصان والألحان.. تقشف الصوت بالغناء، وتعطلت لغة البهاء التي تقولها السماء للبنات والأبناء.. إلى أن عاد أستاذنا الأبيض المعطاء، فعاد وعي السماء والعطاء..
الثلج يكتب في مذكراته البيضاء: رأسمال السماء الأرض..
أوصي السماء ألا تتأخر بعد الآن عن مستقبلها، لأنّ فوضى الهلاك التي حلت بأحلام الأرض ستعاود الأشجار مواعيد امتحاناتها، كيلا يظن جاهل أن اليباس يمكنه أن يكون مصيراً محبوباً ومستقبلاً مطلوباً..
رأسمال السماء الأرض.. ورأسمال الأحلام الحالمون، الذين يبنون خيالاتهم على أساس الضوء وفصحى اليقظة، لا على أساس العتمة وجاهلية النوم (المعمي على قلبها)؟!
المطر لا يتلصصُ:
من محاسن الغيمات أنها تُربي المطر على العفة، كما تربي نساء القرى المليحات أجسادهن على الصد والحرمان ونعمة العزلة، كيلا يطالهن شوك الكلام الأعرج.. وكي يلبسن في الوقت الاجتماعي المعفر وجهه بغبار الثرثرات، وقتهن النظيف، (المفصل) على مقاس عفتهن وامتناعهن عن اللذات الحرام أو الحلال، لأنّ العفة صعبة الأخلاق والمزاج..
كذلك السيد المطر لا يتلصص على دروس الثلج، ولا يخرب عليه تسلسل المعلومات أو تراتبية النطق والجداول ومعادلات البساتين والأعالي والسهول..
الحشرات المؤذية تهرب من محاضرات الثلج!!
النحلة لا تتخلف عن محاضراته، لأنه تهوى العيش الحلو مع الرحيق، وتهوى أنها في سياق الألفة والخيرات تبدع عسلاً وثقافة تآلف وتحالفات طيبة.. والعصفور يتدفأ بأغنية مدفأة أو على مقربة من حائط وعشاق وأولاد ومدارس..
الحشرات المؤذية وحدها لا تفهم محاضرة الثلج، فتفكر بالهروب والأنين: تزعج في بقائها، وحين تفر هاربة تترك (الطنين والأنين) لتزعج الحضور..
الثلج مثقفٌ كبير، ويحفظ عن ظهر قلب خطابات الخالق العفوية المبشرة بالنعمة والنغمة والضياء.. ويعرف ويعرف، لكنه يحاول أن يقدم للجميع وجدانه الأبيض وأفكاره البيضاء وإخلاصه وتعاليمه الصرحية بخصوص الوفاء والعهود والبداهة الراقية..
الثلج لا يحب الأحقاد البدينة أو المصابة بالسل.. يحب الحب، ويأتي من أجل المحبين، ومن أجل نشر مفاهيم المحبة وكل ملاحقها وتتماتها وشروحاتها ومواجيزها..
أستاذ كبير في فلسفة المحبين والحب.. ومحاضراته ودروسه تصب في هذا المنحى..