كوكتيل سياسي.. أبرز التطورات السياسية خلال أسبوع .. بقلم: علي مخلوف

كوكتيل سياسي.. أبرز التطورات السياسية خلال أسبوع .. بقلم: علي مخلوف

تحليل وآراء

السبت، ٢٤ يناير ٢٠١٥

الإسرائيليون ينتظرون هطول الصواريخ من السماء
الحدث كان على أرضٍ سوريةٍ هي "القنيطرة" وبمحاذاة أرضٍ سوريةٍ محتلة هي "الجولان" لم تصدر إدانة من قبل الأنظمة الخليجية ووسائل إعلامها بل كانت نبرة الشماتة واضحة، حتى يكاد المرء يخطئ بينها وبين الصحف العبرية، صمت حزب الله وانشغل بتشييع شهدائه، معلومات عن لقاء السيد حسن نصر الله بقيادته الأمنية والعسكرية لتدارس الرد خلال فترة قريبة جداً، الكيان الإسرائيلي في حالة هلع وإجراءات احترازية ودفاعية بالجملة، رُفعت درجة التأهب، ولم يبق للإسرائيليين سوى توقع هطول صواريخ المقاومة فوق رؤوسهم بأية لحظة.
في هذا السياق صدرت ردود أفعال عدة سواءً في الساحة اللبنانية أو الإقليمية أو حتى داخل كيان العدو، لبنانياً فقد اعتبر بعض نواب فريق 14 آذار بأنّ حزب الله إن قام بالرد على العدوان الإسرائيلي فإنّه سيعطي تل أبيب حينها ذريعة للاعتداء على لبنان! كما كان موقف هؤلاء في حرب 2006 وما تلاها من تحميل الحزب مسؤولية الدمار الذي ألحقته إسرائيل بلبنان فهم يلجؤون إلى ذات الأسلوب الآن ما يُعد حملة تمهيدية لتثبيط المعنويات وتهيئة الرأي العام اللبناني لرفض أي رد قد يفكر به الحزب المقاوم، بدورها سارعت إيران عبر القائد العام للحرس الثوري في إيران اللواء محمد علي جعفري إلى تحذير الكيان الصهيوني من رد عاصف، فيما سارع الإسرائيليون إلى التأكيد بأنّ إسرائيل اعتقدت أنها تهاجم مسلحين عاديين، وكأنها إن علمت بوجود صيد ثمين لعدوها ستوفره؟
تبقى احتمالات الرد مفتوحة، لجهة نوعية الرد أهو من خلال عمليات نوعية للمقاومة تستهدف دوريات إسرائيلية أو نقاطاً عسكرية على خط وقف الاشتباك أو حتى من خلال إطلاق صواريخ أو استهداف نقاط حساسة للعدو الإسرائيلي، أو لجهة مكان الرد هل هو في القنيطرة وسيكون في الجولان المحتل أم في الجنوب اللبناني، ما نعرفه بأنّ هذا الحادث الموجع لم يعط توقيتاً ومكاناً لرد حزب الله سوى أنّه آتٍ لا محالة.
...
الدومانيون والثأر من زهران علوش
قيام ميليشيا ما تُسمى بـ"جيش الإسلام" بإفشال توقيع اتفاق تسوية بين وجهاء بلدة عربين والجيش السوري، عبر شنّ هجوم استهدف الوفد المفاوض الذي كان متوجهاً إلى العاصمة، في الوقت الذي استهدفت فيه قذائف تجمعاً للأهالي المؤيدين للتسوية في البلدة، يدل على مدى ابتعاد الناس في تلك المناطق عن عصابة الإرهابي "زهران علوش" وبغضها له، بحيث باتت دائرة العداء له ولعصابته تتسع بين سكان الريف الدمشقي لاسيما في "عربين ودوما"، وفي هذا الخصوص تشير المعلومات إلى أنّ هناك حالة غليان بين أهالي دوما ضد "علوش" وأنّ هناك نوايا لتشكيل فصيل مسلح من كبار العائلات الدومانية من أجل الثأر من "علوش" وعصابته، الأمر الذي يثير تساؤلاً عن مدى اقتراب اندلاع المعركة الكبرى في دوما وحشر ميليشيا جيش الإسلام في الزاوية بين خانة الأهالي الغاضبين عليه والطالبين للثأر منه وبين خانة الجيش العربي السوري.
وهنا لابد من التذكير بحالة الاستياء الشديد التي اجتاحت أهالي دوما من ممارسات عصابة زهران علوش عندما قامت باحتكار المساعدات التي تصل المدينة من الأمم المتحدة وتخزينها في مستودعات عصابة جيش الإسلام ثم بيعها للناس بمبالغ خيالية أو إعطاءها مقابل شيء أغلى الشرف أو مقايضتها بالذهب وباقي الممتلكات، فضلاً عن العنتريات التي قام بها صبيان علوش على أهالي دوما، سادت لغة السلاح وبات قاع المدينة الدومانية هو الممسك بزمامها والمتحكم بأهلها.
بعد شعور زهران علوش بأنّه بات يتحول إلى شخصية مقززة بالنسبة للكثير من الدومانيين، ووجود نوايا ثأرية لدى العديد من عائلات دوما تجاهه، لجأ إلى مسرحية حربه ضد ميليشيا جيش الأمة واعتقاله الإرهابي أبو علي خبية، كان يهدف وقتها لتبييض صورته أمام الدومانيين، لكن دون جدوى، لتبقى التوقعات كما بعض المعلومات تنذر بلهيب دوماني سيندلع ليحرق علوش ومن معه.
...
اليرموك يقترب من الخلاص فيما النصرة تدنو من نهايتها
أقاويل كثيرة حول اقتراب مخيم اليرموك من معركة الحسم بعد فشل جميع محاولات التسوية فيه، فضلاً عن خروج أهالي المخيم بمظاهرات احتجاجية حاشدة تطالب المسلحين بالخروج منه، لم تعد هناك بيئة حاضنة بل باتت هذه البيئة في المخيم تشكيل خطراً على المسلحين لاسيما مسلحي جبهة النصرة الذين يسيطرون عليه، وذلك من خلال مخاوف هؤلاء من لجوء الأهالي للتعاون مع الجيش العربي السوري بمده بالمعلومات اللازمة عن قادة المسلحين هناك وتحركاتهم والإحداثيات الدقيقة لتجمعاتهم، ما يحتّم على الجبهة أن تفكر بمنطقة أخرى تنتقل إليها سريعاً قبل بدء المعركة، وحتى ذلك الحين سيكون أهالي المخيم مجرد دروع بشرية يتخذها المسلحون حمايةً لهم، فضلاً عن قيام جبهة النصرة باغتيال ما يُسمى أمير ميليشيا "جيش المجاهدين والأنصار" المدعو "صلاح الدين الشيشاني" رداً على استهداف تلك الميليشيا لأحد قادة النصرة، كما كان لافتاً التساؤل الذي أثارته بعض الصحف حول إمكانية تحالف جبهة النصرة مع تنظيم داعش بعد اشتراط واشنطن على المعارضة أن تفك تحالفها مع الجبهة إن أرادت البدء بتنفيذ برنامج تدريب مسلحي المعارضة، بالتالي فإنّ الجبهة باتت الآن في وضع لا تُحسد عليه، كثُر أعداؤها وازدادت كراهية الناس لها، وهي تدخل في صراعات متداخلة، فهل تكون هذه المرحلة تحت عنوان موت جبهة النصرة في سورية؟
...
الائتلاف وهيئة التنسيق بين الزواج الكاثوليكي أو الطلاق البائن بالثلاثة
أتت كلمة السر في ظرف مختوم بالشمع الأحمر، لا لكل محاولة لتقريب وجهات النظر، فالمشروع في خطر! ولن يكون دفنه إلا بالحوار الذي سيخفي كل أصوات الضجيج والخوار! هكذا تسلم الائتلاف المعارض أمراً عملياتياً من الأنظمة الداعمة له، بالتحديد الأنظمة الخليجية وبالتحديد أكثر من نظام الرياض فرفض الائتلاف المبادرة الروسية وحضور موسكو، وزعم بأنّ روسيا لا تستطيع لعب دور نزيه في الأزمة السورية كونها تدعم الحكومة السورية، بل وحمّل الائتلاف روسيا المسؤولية القانونية عمّا يحدث في سورية! هو بلا شك موقف تصعيدي تقف وراءه نوايا سعودية مبيتة بعرقلة أي تقدم في إيجاد حل سياسي.
من جانبها أعلنت هيئة التنسيق بأنّها لن تكبل حرية الشخصيات التي تنتمي لها والتي تريد الذهاب إلى موسكو، وقبل ذلك خرج موقف عن الخارجية الروسية يعلن بأنّ غالبية المعارضة موافقة على حضور المؤتمر ما عدا الائتلاف، وأنّ من سيتخلف عن مؤتمر موسكو سوف يخاطر بتأثيره في المستقبل، إذاً هي رسالة روسية واضحة لكل من يريد العرقلة بأنّه سيكون عرضة التهميش.
تُثار تساؤلات عدة، هل سيكون الاختلاف بين تلك الفصائل المعارضة في الداخل والخارج سبباً يزيد من الشرخ فيما بينها؟ ماذا بالنسبة لمؤتمر المعارضة المزمع عقده في القاهرة لإيجاد خريطة حل سياسي في سورية؟ هل سيكون ناجحاً بحيث يؤتي بنتائج إيجابية على حضور وفد المعارضة إلى موسكو أم أنّه هو الآخر سيكرس الخلاف فيما بينها لاسيما بين الائتلاف وهيئة التنسيق.
...
آل سعود بين الموت القادم من الجنوب وتغير المشهد السوري
يُقال بأنّ العرق دساس، ولعّل أبلغ شاهد على صحة تلك المقولة هي تطبع الأنظمة الخليجية بازدواجية المعايير التي تلازم كلاً من أميركا وبريطانيا، لم لا فكلا الدولتين الغربيتين تُصنفان على أنّهما والدتا الأنظمة الديكتاتورية في الخليج.
وكما دأبت واشنطن ومعها الغرب على استخدام ازدواج معاييرها في "سورية وأوكرانيا والبحرين والسعودية وقبلها في كوبا" تذهب تلك الأنظمة لذات الإستراتيجية في كل من "سورية والبحرين واليمن".
نظام الرياض وملحقاته من المشيخات والممالك الصغيرة ترى فيما يحدث على الساحة اليمنية خطراً محدقاً وانقلاباً على الشرعية وفق مزاعمها، علماً بأنّ أنظمة الحكم الخليجي أتت بذات الأسلوب، كل الاهتمام والخطر يكون في اليمن، لاسيما بعد توسع الحوثيين وتنامي قوتهم، فيما يستمر الشعب البحريني المظلوم بالانتفاض دون أن يكون له معين أو سامع لصوته، آخر بدع النظام البحريني كان اعتقال زعيم المعارضة الشيخ علي سلمان وتوجيه تهم كبيرة له تتمثل بالحض على قلب نظام المملكة والتحريض المذهبي، فيما نفى سلمان تلك الاتهامات واعتبرها باطلة، وفي سورية تستمر العائلات الحاكمة للخليج في تصويب كل السهام، في وقت تنتفض فيه الشعوب في العوامية والقطيف في الحجاز بالإضافة لثورة البحرين.
عدة جبهات مفتوحة على السعودي ومن معه في آن واحد، جبهة اليمن حيث الموت القادم من الجنوب عبر الحوثيين، وجبهة سورية حيث مخاوف آل سعود تتمركز حول تغير في السياسة الأميركية تجاه دمشق وتقدم ملحوظ للجيش السوري على حساب الجماعات المسلحة، بالتزامن مع الفورة العالمية ضد الإرهاب والإسلامفوبيا، والتي يراها بعض المحللين على أنّها خدمت الجيش السوري، على مبدأ ضربة من غير رامٍ.
الحلم الخليجي يتمثل ببساطة حول فكرة واحدة هي القضاء على الدولة السورية وإضعافها واحتلالها وإنهاء الخطر الحوثي في اليمن لتظل الساحة اليمنية تحت رحمة السلفيين المدعومين من الأنظمة الوهابية.
...
المرأة الأميركية المجروحة والجنتل الروسي البارد
يضرب الثور الأميركي بحافره الأرض غضباً، ويثير من حوله كل الغبار اللازم تأكيداً على حنقه، إهانة الكبرياء الأميركي هو كإهانة كبرياء امرأة في الصميم.
لقد أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه السنوي أمام الكونغرس أنّه بفضل الولايات المتحدة تم عزل روسيا وتدمير اقتصادها، مضيفاً بأنّ إدارته تظهر عظمة ودبلوماسية وقوة الولايات المتحدة، وتدافع عن المبدأ القائل إنّ القوى العظمى يجب ألا تقهر الصغرى، من خلال معارضتها لما أسمته بالاعتداء الروسي ودعمها للديمقراطية في أوكرانيا.
يحاول أوباما رفع أسهمه وإدارته أمام الرأي العام الأميركي من البوابة الأوكرانية، محاولاً ترويج فكرة واحدة ألا وهي تفوق أميركا على روسيا كقوى عالمية، ومنع العملاق الروسي من الوقوف تماماً على ساقيه لكن ما كان لافتاً هو وصف أوباما للموقف الروسي في أوكرانيا بالاعتداء، ما يدل على مستوى التوتر الحاصل بين الجانبين في هذا الملف.
إنّ خطاب أوباما ذاته سيكون له تبعات، الأميركيون يحبون ضخ الأدرينالين في العروق هم مدمنون على الأكشن، فيما الروس قياصرة الجليد يبرعون في لعبة الامتصاص والبرود، ما يعني بأنّ موسكو لن ترد بذات النبرة الساخنة التي تتبعها واشنطن، لكن لا يعني ذلك بأنّ موسكو ستبقى صامتة.
إنّ تأكيد أوباما على استعراض قوة بلاده وتفوقها على الروس، سيثير بلا شك مشاعر الحنق لدى الروسي المعتد بقيصريته، وعودته كقوة عظمى أخرى في العالم، بالتالي فإنّ النتائج ستكون مزيداً من الكباش بين القوتين حتى تكسر إحداهما الأخرى أو يتحقق التوازن برضى الطرفين.
...
عبثاً الأمم المتحدة تحاول إصلاح ما أفسدته إسرائيل
أعلن نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق في مؤتمر صحفي في نيويورك أنّ الغارة الإسرائيلية في القنيطرة انتهاك لاتفاقية فك الاشتباك الموقعة بين سورية وإسرائيل.
ليس من شيم الأمم المتحدة القيام بما يمليه عليها واجبها القانوني والأخلاقي فهي لطالما كانت ولاتزال منظمة مسيطراً عليها أميركياً وإسرائيلياً، وما هذا الموقف الأممي حول الاعتداء الإسرائيلي على القنيطرة إلا بهدف تنفيس الاحتقان وتخفيف حدة توتر الموقف لما لتداعياته من مخاطر كبيرة بدايةً بالمفاوضات حول النووي الإيراني وآخرها حول إمكانية إشعال المنطقة بحرب خطرة، وإلا أين كانت شرعة القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة من حق العودة للاجئين الفلسطينيين وإعادة ما احُتل من الأراضي العربية وإيقاف الاستيطان الإسرائيلي ومحاسبة الكيان الصهيوني على مئات المجازر في فلسطين ولبنان وأين موقف الأمم المتحدة من الاعتداءات الإسرائيلية على سورية خلال ثلاث سنوات مضت؟