رأس سنة برقصات مبحوحة؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

رأس سنة برقصات مبحوحة؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٦ يناير ٢٠١٥

الميلاد عليه السلام تآمرٌ ذكيٌ على الفناء من غير (بهدلة) أو (مهزلة) كما يحصل مع المؤامرات الحالية، التي ليس عليها السلام.. والتي (تتبجّح) بأنّها (مؤامرات)؟!
مبحوح حنين هذه السنة وهذه الرؤوس المحتدم عليها سيف الرجعيات والاستعمار وطغيان الفجور والعصابات!!
مبحوح حُلم الكثير من الأشجار لولا أن منَّ الغيم المبارك عليها بالأمطارْ.. والأغصان مبحوحة، مع أنها موعودة بالألحان والأزهارْ..
حبيبتي، منذ عشرة أشواق وعشرين لهفة وعشرات الدمعات ترتّب قبلة واحدة بكامل أبهتها ورعودها وبروقها.. ولعلها لم توفّق إلى الآن بحشد ما يلزم الشفتين من تفاؤل وألفة، لأنّ في قلبها عشر مرارات، تواجه عشرة الأشواق.. وعشرين غصة تلاقي اللهفات، ومئات الحرقات والحسرات على الأحلام، التي تلاقي حتفها، وعلى الكرامات المتروكة على الأرصفة كبقايا اللفافات التبغية وأطراف الأرغفة المحطمة بالنسيان والجياع..
حبيبتي بـ فلسطين قلبها كانت لا تنام بلا بُحّة وحسرة وجراح.. فكيف بهذا الكفر الاستعماري يوزع على قلبها هذه الجراح وهذه التمزقات، لكنها تواعدت مع قلبها والقلوب النظيفة المصطفة بالترادف، بلا (أسبل) ولا (استرح) وراء حلم البكاء الطويل، المتفائل بالبهاء الجليل، والشتاء البليل..
ألم يحن لصوتك المستقيل أن يعود إلى دروس غنائه الجميل؟!
اللعنة على هذا المال البخيل، الذي يزود المؤامرات الحقيرة بالغناء بدل المواليد؟!
القلوب الجميلة، أجل ما عندها أن تنبض من أجل الحقائق والقبلة الوارفة وأزهار القلوب البعيدة والمجاورة.. الحزينة والسعيدة..
قلب حبيبتي موظف بسيط وحكيم ومواظب على دوامه الصيفي والشتوي، وفي كل الفصول والعطل، ولا يعرف أن يكره أو يحيا بلا حب ورأس سنة، رغم كثافة البُحات وزحمة الغُصات وهطل الاختناقات.. حبيبتي وقلبها لا ينامان، وأحلامها لا تنام، وأشجارها لا تنام وعصافير شرفاتها ستجيء..
في آخر الغيمات العرائش حين تنعس – فقط- تنام على أكتاف العناقيد.. تنتقل من عنقود إلى عنقود، حتى يطمئن نعسها أنّ الصبح قُدوس نجاة.. وأنّ الميلاد يدحض أقاويل الميتات الفاحمة السوداء!؟
لا نعتب على الموت لأنّه موت، فهذا حق.. لكن العتب على صناعته وصناعه، و(صنايعيته) نعم أيها المبحوحون من كثرة ما سقطت على قلوبكم المرارات والحسرات والفراقات، رأس السنة يمر بلا دبكات، فصيحة وحقائق من النوع الثقيل، المبشر.. والرؤوس الكثيرة تصطف وراء عتمة الكوابيس كاصطفاف التلاميذ وراء درس تعبير خطأ.. لكننا بحاجة اضطرارية إلى لحظات صادحة تتآمر على الاختناقات.. ونحتاج أكثر من أية أوقات أخرى إلى مواليد تتآمر على الغناء..
وإلى روح تتآلف وتتحالف مع البهاء، لأنّ أضعف وأحط فنون البهاء أبهج وأرفع شأناً وقيمة وقدراً من أقوى وأحسن فنون القحط واليأس والهباء.. لا نريد الهباء.. لأنه حليف الغناء!!
نرجو من الحلم أنه الحلم، نعس أو طرب أو أصيبت بالصداح.. لا نرجو منه أن يكون فارس فرسان الأحلام والفرح، وفي الوقت ذاته لا نقبل منه الضحالة و(الكوبسة) إلى آخر النعاس وليل الخيانات (المتأمرك) و(المتصهين) و(المتنفط).. مالٌ شحيح الكرامات وميّتٌ دون السخاء!؟