العاشقات الجوّالات؟! العاشقون الجوّالون؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

العاشقات الجوّالات؟! العاشقون الجوّالون؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

تحليل وآراء

الأربعاء، ٣١ ديسمبر ٢٠١٤

ونسينا أن نقول: العشق الجوّال؟!
والفوارق الطبقية أو العاطفية أو الجمالية بين العاشقات والعاشقين، لا يمكن تذكيرها، ولم شملها تحت علامات جمع الذكور، أو حشرها بفندق علامات التأنيث، أو ترقيمها بـ التعجب أو نقطتي التكلم أو الاستفهامات والشدّات التجميلية من فئة خمس نجوم أو فئة نجمتين، كالفنادق الشعبية، (بسم الله، وما شاء الله) مقطوع ماؤها، والأجر على المهجر النزيل؟!
والمغفلون المقطوعة صلاتهم العطفية، منذ ما قبل القبلة الزواجية (يُدردرون) حكياً على (الطاولات) كـ(القضامة) و(قشور البزر) وبقايا المقبلات..
هؤلاء ومعهم كلامهم لا يساوون (كعب كندرة) جملة شعرية، أو غمزة عطر من طرف جديلة امرأة، تتجول بين قامتها الباذخة وعشقها المطرد، والمطرود من حصة الإخلاص، ودرس إملاء التأملات العشقية..
ليس بوسع جسد تعوّد على الترف الغرامي أن يشبع بفقر واحد وألفة متقهقرة..
الفقر يهزم العواطف ويبعد الفقراء عن مسؤولياتهم العقلية والوجدانية، لأنهم ينشغلون بعقولهم الاحتياجية، وبغرام الأغراض ومتطلباتهم اللقمة.. وينسون تهذيب الغرائز وهندسة الأوجاع، التي تخصّ قلب الحبيبة أو تطلعات الأنثى..
الركض على أطراف الشهوات تعب وإرهاق لا ينتهي.. وتقطيف اللذات عن شجرات الجسد أكثر شقاء ومشقة.. والصعب الصعب (تحويش) الحب من بساتين الأنوثة، أو بساتين الرجال!؟
المرأة يجني ألقها ما تجود به أشجار الأنوثة.. من صداح وصباح وضحكات، وتعرض جناها على (بسطة) أو في المقهى أو على طاولة في المطعم أو في غرفة نوم مستعجلة مرتبكة أو مطمئنة.. والرجال بائعون جوالون ومشترون أيضاً: في أفئدتهم رقّات ولهفات وثمار (كِيْف) و(مونة) للضيف، وعندهم الشتاء والصيف..
النساء والرجال يتناوبون على بساتين اللذات.. لا (ينطرونها) ولا يحرسون الثمار!؟
يقتنون هذه اللذة، ويسألون عن لذة تالية.. جنون يقابله جنون.. وجسد يعاتب الجسد.. وبين الجنون والجنون والجسد والجسد، تجوال وسفر وترحال ومشي وركض، واللذات الحرام أو الحلال، قد تبطر وقد تعتذر عن الحضور، بسبب التبدلات الطقسية، والأزمات وسوء أحوال الدروب الجانبية، التي تؤدي إلى جوار القلوب أو إلى الحارات المجاورة لحارات القلوب..
اللذات العاطفية أقدارها حذرة ومزاجية، ولهذا قد تمر مرات عديدة قبل القلب أو بعده، دون أن تلتفت إليه، أو أن تعيره أي اهتمام.. وتبرر:
لم أره.. أين يسكن؟ وأين يعيش السيد القلب؟!
توهم اللذة هو الذي يتجول بين المتوهمين الجّوالين والمتوهمات الجوالات..
الأزمة في كثرة وكثافة وتعدد الأوهام الركامية والزكامية الخانقة للعواطف المقيمة أو الجوالة؟!