لقد آن الأوان.. بقلم: ندى الجندي

لقد آن الأوان.. بقلم: ندى الجندي

تحليل وآراء

الاثنين، ٢٩ ديسمبر ٢٠١٤

دماء أريقت.. ودموع انسكبت ذبحتنا الأحزان.. وفرقتنا الأيام وصار ليلنا بائساً نتوجس فيه غدر الزمان..
رائحة الموت تتطاير من كل مكان.. وصمت ثقيل يخيّم على الآذان.. وفي الأجواء حيرة ولوعة تتساءل: أفي عصر الانحطاط ننام!!
رغم الموت الذي يحيط بنا من كل صوب رغم صراخ الثكالى وبكاء الأطفال مازالت بعض الأصوات تتعالى منادية.
أما من مزيد من القتل!؟
أي صوت غريب هذا الذي ينبعث في الأجواء هل ينتمي إلينا؟
وكيف له أن ينتمي إلينا ونحن دعاة حضارة آلاف السنين صدر منها صوت بولس الرسول ناشراً للمحبة والسلام في أرجاء الأرض.
كيف تكون لغة الدم جزءاً من ثقافتنا ونحن اخترعنا أول أبجدية في العالم!؟
أي غربة نفسية هذه التي نعيشها في يومنا المقيت هذا وكأننا لم نعد نملك لغة أو ذاكرة خاصة بنا
ولكن لن يندثر شيئاً يستحق البقاء
مهما كانت العاصفة شديدة إلا أنّها لا تستطيع أن تقتلعنا من جذورنا وتمحي وجودنا.
مهما كانت الجروح عميقة إلا أنّها لا تستطيع أن تقتل روحنا التي تنبض بالحياة.
اليوم ذكرى ميلاد المحبة.. ميلاد السلام
أما آن الأوان لشرارة الانتقام والغدر أن تنطفئ؟
أيام قليلة ونختتم بها عاماً حزيناً.. حزيناً جداً فقدنا فيه الكثير من أرواح شبابنا وأطفالنا واغتصبت نساؤنا وساقية الدم لا تتوقف
وحوش كاسرة أتت إلينا من كل حدب وصوب ونحن في غمرة هذه الفوضى الخلّاقة مازلنا ننهش بعضنا البعض.
أما آن الأوان مع بداية عام جديد أن نُعيد كتابة صفحة جديدة من حياتنا نتجنب بها أخطاء الماضي.. فالأخطاء كثيرة والمسؤولية تقع على عاتق الجميع لمدى خطورة المرحلة التي مررنا ونمرّ بها وما زالت الاختلافات شاسعة ولكن ما يجمعنا أكبر بكثير فتعالوا نبدأ بداية جديدة تكون الكلمات خطوتها الأولى ولكن ليست أي كلمات كلمات ندرك بها حقيقة وجودنا والخطر المحدق بنا..
كلمات تعكس إيماناً عميقاً بأهمية تلاحمنا في ظل هذه الأحداث الجارية
كلمات حق نستيقظ بها من غفوتنا
يقول جبران خليل جبران "الحق يحتاج إلى رجلين رجل ينطق به ورجل يفهمه"
كلمات حق نبني معها جسر التواصل بين بعضنا البعض بعد سنوات الانقطاع هذه..
آن الأوان لنكون آذاناً صاغية نستمع إلى آلامنا.. معاناتنا.. آرائنا.. حاجاتنا.. حاضرنا مشترك ومستقبلنا مرهون بحاضرنا
آن الأوان ليكون الحوار العلمي المنطقي أداتنا فقد صرنا على الهامش بعد أن همشنا ثقافتنا وحضارتنا حتى ديننا صار هامشياً بعيداً عن جوهره
آن الأوان للالتقاء والتوافق.
سورية عصية على الأعداء أبية على الذل
صامدةٌ رغم الآلام واقفة رغم الزلازل
لن يندثر شيء يستحق البقاء..
ندى الجندي