لولا الأسد..بقلم: ميساء نعامة

لولا الأسد..بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ٢٧ ديسمبر ٢٠١٤

تتبارى الصحف والمحطات التلفزيونية في وضع صورة الرئيس بشار الأسد في سباق لقب رجل العام الذي غالباً ما تشتد المنافسة على اختياره في الأيام الأخيرة من نهاية كل عام.
بعد أربع سنوات من العدوان الذي اشتركت فيه أكثر من ثمانين دولة عربية وغربية، اكتشف العالم أنّ الرجل الأقوى والأصلب هو الرئيس الأسد وهو السبب الذي دفع صحيفة التايمز لترشيح الرئيس الأسد للقب رجل العام، وبالتحديد هو السبب الذي دفع إدارة مجلة باري ماتش لإجراء مقابلة مطولة مع الرئيس الأسد.
لا يمكن للعالم أن ينسى المشهد الذي أذهل العالم عندما تحرك مدٌّ بشري باتجاه السفارات السورية في لبنان والأردن وكل بلد سمح فيها بالانتخابات الرئاسية السورية، لانتخاب الرئيس بشار الأسد .
تسونامي الزحف البشري لانتخاب الرئيس بشار الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية بأكثرية شعبية وجهت لأعداء سورية صدمة وصفعة قاتلة وصلت إلى صميم العقل الصهيوني.
أما في الداخل السوري فالمشهد مختلف ومتميز، فبعد أن أرهبت العصابات المسلحة جميع المواطنين السوريين بإمطار سورية بقذائف الهاون القاتلة والسيارات المفخخة والاغتيالات يوم الانتخابات الرئاسية، توقع العالم الممول للإرهاب في سورية أن يضعف الشعب السوري ويعكف في المنازل وبالتالي فإنّ مراكز الانتخابات ستخلو من المنتخبين وستخلو صناديق الاقتراع من بطاقات المرشحين، ما يسبب ذريعة للتشكيك بشرعية الرئيس بشار الأسد بعد أن عجزت العصابات الإرهابية متعددة الجنسيات من الوصول إلى هدفها بإسقاط الدولة السورية.
لكن ما حصل في قلب سورية وعلى مرأى من وسائل إعلامية سورية وعربية وأجنبية صفع العالم كلّه وصدمهم فالشعب السوري واجه التحدي بتحدٍّ أكبر وأقبل على مراكز الانتخابات واختار القائد الذي صمد على مدى أربع سنوات في وجه أعتى رياح الإرهاب العالمية.
كما اشتغل الشباب السوري في بلدان الاغتراب ممن منعتهم الدول التي يقيمون فيها من إجراء انتخابات ديمقراطية، على إحداث صفحات انتخابية على مواقع التواصل الاجتماعي كنوع من المشاركة الوجدانية وهم على يقين بأنّ هذه الصفحات لن يكون لها أي حسابات في جداول الانتخابات السورية التي فاضت صناديق الاقتراع ببطاقات المرشحين.
الرغبة في المشاركة الوجدانية في الانتخابات لم تقتصر على السوريين في جميع أنحاء العالم بل لقد طالب العرب بصندوق انتخابي فخري، لا تحتسب أصواته، إنما للتعبير عن حبهم لقائد عظيم سجّل بصموده أعلى مراتب القيادة المتفردة وغيّر وجه العالم وقاد سفينته بما يضمن بقاء العالم على قيد الرياح السورية.
فاز الرئيس بشار الأسد بلقب رجل العام في تصويت نزيه وموضوعي على قناة الميادين، هذا الاقتراع كان مؤشراً على نصره في الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي دفع مركز الدراسات العالمية ومراكز العدو الصهيوني لرصد سر القوة عند قائد حمل ما لا تستطيع حمله الجبال الراسخة وحرّك العالم على الإيقاع السوري النابض دائماً بالحياة رغم كل الدمار الذي خلّفته العصابات الإرهابية في البنية النفسية للإنسان السوري وفي البنى التحتية التي كانت تمد سورية بالحياة على مدى أربعة عقود.
ويبقى السؤال الذي يحمل في طيات حروفه سرّ بقاء العالم على قيد الحياة السورية، ماذا لو لم يصمد الرئيس الأسد؟
الصهيونية العالمية منذ مئة عام تحاول أن تبتلع المنطقة من الماء إلى الماء، وتضع لأجل نجاح مشروعها الخطط وتشن الحروب ولا تجد مقاوماً لمشروعها التوسعي في ابتلاع المنطقة سوى سورية والمقاومة اللبنانية وإيران وروسيا بوصفها القطب الدولي الذي يحاول استعادة مكانته الدولية.
لو لم يصمد الرئيس الأسد طوال الأربع سنوات لكانت منطقة الشرق الأوسط اليوم لقمة سائغة في فم الصهيونية العالمية ولكانت روسيا فقدت شرعية وجودها الدولي إلى الأبد ولكانت الجمهورية الإسلامية مضطرة لتسليم جميع إنجازاتها العلمية والتنازل عن أهم إنجاز حققته هو الملف النووي للاستعمالات السلمية، وبطبيعة الحال لا يمكن للمقاومة اللبنانية أن تصمد في وجه تسونامي صهيوني مدعوم دولياً.
لو لم يصمد الرئيس الأسد خلال السنوات الأربع لسقطت آخر أوراق العروبة ولتبدل الإسلام الحقيقي بجوهره المبني على التسامح والعلم والبناء بإسلام داعش المبني على الذبح والخراب والقتل والتقسيم.
وبعد هل مازلنا ننتظر من هو القائد الأقوى الذي استطاع بصموده ومواجهته للإرهاب الدولي أن يغيّر موازين القوى الدولية؟