لا رفاهية في الموت..وسورية تُطل بقامتها المديدة!!؟.. بقلم: حسين عبد الكريم

لا رفاهية في الموت..وسورية تُطل بقامتها المديدة!!؟.. بقلم: حسين عبد الكريم

تحليل وآراء

الخميس، ٢٥ ديسمبر ٢٠١٤

نعتذر عن الصمت كيلا نكون قاحلين أو موحلين.. رغم أحقية الصمت وجدارته بالأبهة وفنون التعبير والتأثير.. في حضرة الأم، لابد من كلام طازج ونبيه ومشتهى، ليس، لأنه الكلام لمجرد الكلام، أو دلع ثرثرة تالفة مهترئة، تود استجلاب رضى مستمعين، من (ماركات وموديلات) مختلفة، لابد من الكلام بين يدي الأم الحبيبة أملاً بعدم توقف نطق الطفولة، وتأتأتها الرحيمة.. وربما الرجيمة!!؟
إصغاء الأم يتجرح ويتجرع المرارات يومَ لا تسمع من أبنائها (دردشة) عطرة عن الاشتياق، وأوضاع الوجدان، والتذكر والنسيان، والرجال والنسوان.. يؤنس الأم أنها الأم، وأنّ أبناءها، لا يضنون على عقلها المتلهف بالشوق..
وقت القتل الهمجي هوانٌ، وأعداء.. لكن نحبك، كيف تكونين.. كيف تبكين، أو تفكرين بالضحك الحزين.. نحبك أماً ونبيّة كل أحلام وآمال والحنين.. نحبك تعلّمين وتفهمين وتسهرين وتذهبين وتعودين.. نحبك زمناً كاملاً لا تنقصين، بل تزدهرين وتزيدين..
ما أرفع شأنك يا عظيمة التكوين:
كيف الأمان، في الأذى والموت، تخترعين؟ الموت يقود موتاً وخائنين بعيدين عن جرح قلبك، لأنّ قلبك المكين، لا يؤوي الكاذبين، ولا يؤمن بنماذج الأحياء الميتين..
موت يقود موتاً.. وأنت تحيين وتكبرين، وتبدعين وتنجبين، وتحبين، وتبقين، رغم فائض الذلّ الكوني اللعين.. ترفعين الجبين.. وتتحدين.. وتكونين، وتقولين وتستمعين.. في ما يطلبه قلبك الحكيم الطعين لا تتركين مجالاً لهزيمة اليقين والثقة بالحلم والآتي الفطين..
في الموت لا توجد رفاهية، وأنت تعرفين.. وأنت تهزمين الموت في أعتى معارك موته وطعانه الغادر المهين..
مع قامة الحياة الناحلة المديدة تتفاهمين، وتُطلين مع الصابرين المحبين.. يضحون، ويكبرون وتكبرين..
زمانك كامل يا حلوة الرسم والتلوين، والإعلان والأسماء والتضمين.. كلك، وطن.. وتحية وعيش وفداء وكل ما تطلبين من أطفالك ورجالك ونسائك وأشجارك وأيام أيامك يا أجمل الأمهات لأجمل العاشقين!!