كورنيش جبلة: أعيدوني لكل الناس!..بقلم: د. سمير صارم

كورنيش جبلة: أعيدوني لكل الناس!..بقلم: د. سمير صارم

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٤ ديسمبر ٢٠١٤

هل يصبح كورنيش جبلة تاريخاً كما أصبح كورنيش اللاذقية تاريخاً يحكي عنه الأجداد للأحفاد، وفي رواياتهم عنه يطلقون عليه أجمل الأوصاف؟.. وقد كان كورنيش اللاذقية من أجمل ما فيها، حتى جاء رئيس حكومة أسبق سمح بتوسيع المرفأ شمالاً ليقضي على أجمل مكان في اللاذقية للتنزه ولممارسة رياضة المشي عند الغروب أو الشروق, والناس الذين عرفوا الكورنيش لا يستذكرون اليوم رئيس تلك الحكومة بالخير!..ولا نريد أن يتذكر جيل اليوم مثل ذلك!..
 واليوم كورنيش جبلة مهدد بأن يصبح أملاكاً خاصة لمستثمرين عرفوا كيف يفصّلون التشريعات، وبعض أصحاب القرار على مقاس رغباتهم التي ترى في استثماره بمقاه وأكشاك فرصة ذهبية، فتسابقوا على إقامتها ليشوهوا جماله، من جهة وليحجبوا البحر عن مرتاديه ومحبيه من جهة ثانية، ونتيجة ذلك أصبح كل الجزء الشمالي من الكورنيش تقريباً بتصرف مستثمرين, وكل الاستثمارات الجديدة اليوم ارتفعت فوق مستوى سطح البحر عدة أمتار، بحيث حجبت إمكانية رؤيته إلا بالدخول إليها، بل وكما سمعنا فقد استطاع أحد المستثمرين توقيع عقد استثمار لمقهى لمدة 99عاماً!!.. فبنى مقهى امتد جنوباً وشمالاً ليأخذ مساحة تفوق المساحة التي خصص بها...
 لقد كتبت وكتب غيري مراراً عن التجاوزات التي قام أو يقوم بها بعض المستثمرين لهذا الكورنيش، الذي نريده منتزهاً لأبناء جبلة وزوارها وطالبنا بإعادة الكورنيش إلى سكان وزوار مدينة جبلة، الذين يحبون البحر ويستمتعون برؤية أمواجه تلاطم الصخور، ويصل صوتها إليهم وهم يتمشون عند الغروب أو الشروق، لكن أحداً لم يرد، حتى للتبرير فيصبح ما نكتب نوعاً من فشة الخلق ليس أكثر، مع ذلك نصّر على الكتابة عنه، ونقول إنّ هناك من يسرق حق الناس برؤية البحر عن قرب، وقد أعطت الطبيعة الناس هذا الحق فلا تحجبوه عنهم، كي لا يصبح كورنيش جبلة تاريخاً وذكرى.. كما كورنيش اللاذقية الذي كان!..
 والسؤال الذي يمكن أن يتبع بعد رؤية الكورنيش وقد امتدت استثماراته على جزء كبير منه وقراءة ما كتب ويكتب عن تشويهه هو:
-    من يقرأ..؟ وإذا قرأ هل يهتم..؟
 إنّ الجميع يقرأ لكن الجميع لا يهتم، بل ربما اتهموا الكاتب أنّه معرقل للاستثمار، وتشجيع الاستثمار سياسة الدولة، بالتالي يمكن اتهام من يكتب أنّه ضد سياسة الدولة...
 ولأنّ أحداً لم يرد علينا نتوجه بنداء إلى السيد وزير الإدارة المحلية المهندس عمر غلاونجي الذي سبق وكتبنا أنّه من أكثر العارفين بأهمية هذا الكورنيش وجماله، وأنّه يمكن أن يكون مقصداً سياحياً، لذلك مطلوب حمايته من سارقيه تحت مظلة الاستثمار، وهنا نتمنى أن يكون له موقف علني من هذا الاستثمار الذي يشوّه الكورنيش حتى يذكره الناس بالخير، وليس كما يذكرون رئيس الوزراء الأسبق الذي سمح بقتل كورنيش اللاذقية.
 فهل نقرأ رأياً أو رداً من الوزير المحترم غلاونجي؟..
 نأمل ذلك.