تعويضات اليهود العرب.. وقاحة إسرائيلية جديدة!!.. بقلم: د.بسام الخالد

تعويضات اليهود العرب.. وقاحة إسرائيلية جديدة!!.. بقلم: د.بسام الخالد

تحليل وآراء

الاثنين، ٢٢ ديسمبر ٢٠١٤

Bassamk3@gmail.com
قتل امرئ في غابة... جريمة لا تُغتفر...
وقتل شعب آمنٍ... مسألة فيها نظر
تلخيص شعري دقيق لواقع حال اختلال الموازين، لخصه الشاعر العربي السوري الدمشقي أديب إسحاق منذ أكثر من مائة سنة، هذا التوصيف الشعري يقودني إلى المكائد اليهودية عبر التاريخ وانعكاسات هذه المكائد على الممارسات الصهيونية، فيما بعد، واغتصابها لأرض فلسطين وعدوانها على عدد من الدول العربية وقضم أجزاء من أراضيها.
في خبر لافت، نشرته الصحافة الإسرائيلية منذ أيام قليلة، تجلت الوقاحة الصهيونية بكل قذارتها وتحديها للمجتمع الدولي والعرب والفلسطينيين على وجه الخصوص.
الخبر يقول: "قال سفير إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة رون بروسور إنّ 850 ألف يهودي طردوا من منازلهم في العديد من الدول العربية لدى إعلان إقامة دولة إسرائيل سنة 1948.
وجاءت أقوال بروسور هذه في سياق كلمة ألقاها خلال أمسية خاصة تهدف إلى زيادة التوعية بمعاناة اللاجئين اليهود من الدول العربية أقيمت في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، دعا فيها سفير إسرائيل السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى إقامة مركز أبحاث وتوثيق حول هذا الموضوع"!
وكانت إسرائيل أحيت لأول مرة يوم 30 تشرين الثاني 2014 ذكرى خروج وتهجير اليهود من الدول العربية وإيران خلال الأعوام الأولى، بعد إقامة (دولة إسرائيل)، في مراسم خاصة أقيمت في مقر رؤساء إسرائيل في القدس، اشترك فيها رئيس الدولة ورئيس الحكومة بنيامين وعدد من الوزراء والشخصيات العامة.
وقال نتنياهو في كلمة ألقاها في هذه المراسم: "إنّه ليس من قبيل المصادفة أن يتم إحياء هذه الذكرى بعد يوم واحد من 29 تشرين الثاني، وهو يوم التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1947 على قرار التقسيم رقم 181 الذي نصّ على إقامة دولتين يهودية وعربية، وقبلته القيادة اليهودية ورفضته الدول العربية والقيادة الفلسطينية آنذاك، لأنّ الدول العربية لم تقبل بإقامة دولة يهودية، أجبرت مواطنيها اليهود على ترك منازلهم وممتلكاتهم وراءهم، وأكد نتنياهو أنّ إسرائيل ستواصل العمل من أجل عدم نسيان هؤلاء اللاجئين وعدم نسيان دعاواهم"!!
هل نسي نتنياهو وأجداده من المجرمين كيف سرقوا أرض فلسطين واغتصبوها بالقوة والتآمر، تساندهم قوى عظمى كبريطانيا التي أعطت وعدها المشؤوم عبر وزير خارجيتها بلفور، والولايات المتحدة الأميركية التي سهلت ودعمت عمليات الهجرة ومولتها وزودت هذا الكيان بأكبر ترسانة للأسلحة، شأنها في ذلك شأن العديد من دول الغرب الاستعماري.
 هل ينسى العالم مجازر زعماء الحركة الصهيونية الأوائل الذين خططوا لإقامة الكيان الصهيوني فوق أرض فلسطين، معتمدين على الإرهاب والقتل الجماعي كوسيلة لتحقيق الغاية الصهيونية.
لقد لجؤوا إلى أسلوب تقتيل أبناء الشعب العربي الفلسطيني، لإفراغ فلسطين من أهلها ولإجبارهم على ترك وطنهم، ولتنفيذ هذه الخطة الإجرامية اعتمدوا على العصابات الإرهابية المسلحة مثل شتيرن، آراغون، الهاجاناه، هذه العصابات التي كونت فيما بعد ما يسمى بـ "جيش الدفاع الإسرائيلي".
وإلى جانب المجازر الجماعية ضد الشعب العربي الفلسطيني، فقد اقترفت العصابات الإرهابية الصهيونية سلسلة أخرى من جرائم الحرب البشعة، كالمذابح الجماعية والتهديم الشامل للمدن والقرى والترحيل الجماعي للسكان الفلسطينيين، حيث دمروا "478" قرية فلسطينية من أصل " 585" قرية وتجمعاً في حرب عام 1948م وما بعدها مباشرة، كما شردوا "780" ألف فلسطيني وحوّلوهم إلى لاجئين، وألحقوا بهم "350" ألف لاجئ جديد بعد عدوان حزيران 1967م.
بعد كل ذلك يتحدث نتنياهو عن حقوق اليهود الذين كانوا يعيشون في الدول العربية؟!
أليست الوكالة اليهودية التي أغرت هؤلاء اليهود على الهجرة إلى "أرض اللبن والعسل"؟!
أليست الوكالة اليهودية التي هرّبت هؤلاء ودفعت لهم الأموال ليتركوا أوطانهم الأصلية التي ولدوا وترعرعوا فيها وكانوا محط اهتمام ورعاية؟!
من يدفع تعويضات أكثر من أربعة ملايين فلسطيني هُجروا قسراً من مدنهم وقراهم بالقوة ولاتزال مفاتيح بيوتهم وأوراق ملكيتها في محافظهم العتيقة بانتظار العودة؟!
يجب أن يدرك القادة الصهاينة أنّ الحق لا يموت، وجرائم الحرب لا تسقط بالتقادم، وإنّ "فبركاتهم" الدعائية لكسب اليهود باتت مكشوفة وإنّ السعي لتحقيق "يهودية الدولة" حلم بعيد المنال!