رؤيــة أوروبا الضائعة في متاهات المنطقة.. بقلم: صالح صالح

رؤيــة أوروبا الضائعة في متاهات المنطقة.. بقلم: صالح صالح

تحليل وآراء

الجمعة، ١٩ ديسمبر ٢٠١٤

يظن الأوروبيون أنهم بتزييف الحقائق وتمرير الأكاذيب يستطيعون استعادة دورهم المتآكل بعد أن أصبحوا في “الكردور” الملحق بأروقة الإدارة الأمريكية التي باتت تتحكم بقرارهم وفق ما ترتأيه وما يحقق مصالحها وأسلوب إدارتها للأزمات في العالم.
أراد الأوروبيون في البيان الأخير الصادر عن اجتماع وزراء خارجية اتحادهم أن يقولوا إنهم مازالوا متواجدين على الساحة الدولية، وإنه لا يزال لهم كلمة تسمع، فأطلقوا أكاذيبهم وافتراءاتهم ضد الشعب السوري وقيادته الشرعية، متناسين أنه لا يمكن إخفاء الشمس بغربال وأنهم مهما حاولوا وفعلوا لطمس الحقيقة من خلال محاولات تعطيل المبادرات المطروحة لإيجاد حل سياسي للأزمة يتفق عليه السوريون بكل شرائحهم. وخاصة الأفكار التي يتم التداول بها من قبل المبعوث الأممي دي مستورا والتي تجاوزت في بعض نقاطها النقاشات الأولية إلى البحث في آليات التنفيذ بالرغم من تناقض المواقف لدى المسلحين، نتيجة عدم توحد رؤاهم ومرجعياتهم التي تحركهم كالدمى وفق مصالحها طالما أنها تقدم لهم الدعم بالمال والسلاح.
إذاً الموقف الأوروبي الداعم للإرهاب وأدواته في سورية بكل صنوفه وأشكاله غير مفهوم من الناحيتين التكتيكية والاستراتيجية فبالتكتيك يتم استنزاف الجهد والمال الأوروبي وخاصة الأجهزة الأمنية فيها لرصد ومتابعة وملاحقة الشبكات الإرهابية التي بدأت العمل أو خلاياها النائمة والتي من الممكن أن تستيقظ في أية لحظة وتقوم بأعمال تخريبية وإجرامية في كافة المدن.
ومن الناحية الاستراتيجية لابد في النهاية من عودة المواطنين الأوروبيين الذين تم تجنيدهم الى بلدانهم بطرق مختلفة رغم كل التضييق في ذلك، وممارستهم للإرهاب في مجتمعاتهم التي باتوا يعتبرونها كافرة بسبب الفكر المتطرف الذي تشربوه، وبالتالي لابد لهم من وضع الخبرات والمهارات القتالية العالية التي حصلوا عليها موضع التطبيق وتنفيذ عمليات بات القيام بها واجباً عقائدياً لا يمكن التخلي عنه…
الانهيارات والتآكل الذي أصاب القارة العجوز وأدخلها في حالة الشلل هو السبب الرئيسي للصحوة التي ألمت بها في هذه الفترة فباتت تبحث عن دور مفقود وبالأخص فرنسا وبريطانيا بعد أن تناسوا أنهم السبب الأساسي في المصائب التي مرت على هذه المنطقة بما مارسوه من سياسات مدمرة خلال فترة الاستعمار المقيت، وبالتالي لا يمكن قبولهم تحت أي ظرف كان كوسيط نزيه يمكن الاعتماد عليه، فعاد بهم الحنين إلى ممارساتهم الاستعمارية البائدة، في التخريب والتآمر ونشر الكراهية والحقد في ربوع الوطن العربي، وما أشبه اليوم بالبارحة، بمعنى أن النهاية محتومة، وهزيمتهم ستتكرر ولن يخرجوا من المتاهة سالمين..!