حسم معركة حلب بانتظار ساعة الصفر..

حسم معركة حلب بانتظار ساعة الصفر..

تحليل وآراء

الاثنين، ١٥ ديسمبر ٢٠١٤

 إنّ سيطرة الجماعات الإرهابية المسلّحة على معسكري وادي الضيف والحامدية لن يضيف لهذه الجماعات أية ميزة ولن تندرج هذه السيطرة ضمن تعريف الإنجاز الإستراتيجي، فعلى أهمية المعسكرين بالمعنى الموضعي، ورغم احتواء معسكر وادي الضيف على حوالي 5 ملايين ليتر من المحروقات فإنّ هذه السيطرة لن تؤمن للجماعات الإرهابية أي إضافة لا في الجغرافيا ولا في الحركة والمناورة لأنّ هذين المعسكرين أصلاً محاصران منذ أكثر من سنة ولا يشكلان إعاقة في حركة الجماعات، باستثناء أنّ سيطرة هذه الجماعات على المعسكرين يمكن تصنيفها في خانة رفع المعنويات والسعي الى السيطرة على نقاط تندرج في سياق خطة المنطقة العازلة التي تروج لها تركيا، حيث يقع معسكر وادي الضيف على الخط 34 وهو ضمن حدود هذه المنطقة التي تسعى تركيا لتحقيقها، وعليه فالأمر يندرج ضمن التسابق بين الجماعات الإرهابية لكسب رضى الجانب التركي إضافةً الى السيطرة على مخزون المحروقات الكبير لبيعه والإستفادة من ثمنه.
في التوازي ما زالت جبهات حلب تشهد مزيداً من التحولات الميدانية الجذرية التي ستؤثر على سير المعارك في كل سورية، فحسم الجيش العربي السوري لمعركة حلب سيصنّف في إطار النصر الإستراتيجي ويقطع الطريق على مجمل الحلم التركي.
ومما لا شكّ فيه أنّ المخططين للهجمة على سورية وعلى رأسهم اميركا يدركون اهمية حلب، ويعلمون أنّ سيطرة الجيش العربي على حلب وأريافها ستسرع من حسم المعارك الكبرى في كل سورية، ومن هنا جاءت مبادرة دي ميستورا لتجميد القتال في حلب والتي تتعامل الدولة السورية معها بروية وحكمة من منطلق إدراكها لما تستهدفه هذه المبادرة في مكان ما، وما يمكن أن يؤدي الى إحداث خلل في آليات الحسم، هذه المبادرة التي يكمن الشيطان في الكثير من تفاصيلها إن لناحية شرعنة أطراف مصنفة بالإرهابية وكذلك الأمرمع طرح ضخ أموال لإعادة الإعمار لم يوضح ديميستورا كيف ستُصرف والجهة التي ستتولى الإشراف على عملية الصرف.
والأهم أنّ تركيا التي استقبلت ديميستورا بموظف من الدرجات الدنيا ما يؤشر الى الموقف التركي الواضح من المبادرة وكذلك ما قاله بندر لبوغدانوف عن عدم التردد بمواصلة محاربة النظام السوري حتى لو كلّف الأمر تدمير سورية.
ورغم أنّ القيادة السورية تدرس هذه المبادرة وتتعاطى معها بجدية من ضمن الرؤيا السورية للحل،فالدولة في سورية تدرك التعقيدات والموانع التي تجعل من مبادرة دي ميستورا وليداً ميتاً، وعليه فإنّ عمليات الجيش العربي السوري لم تتوقف وخصوصاً بما يؤدي الى إحكام الطوق على الجماعات المسلحة في داخل الأحياء الشرقية لمدينة حلب وخصوصاً أحياء الشيخ مقصود وبني زيد والشعار وهنانو وبستان القصر.
ومن هنا جاء تقدم الجيش السوري الى مزارع الملاّح غربي مخيم حندرات المحاصر والسيطرة عليها للضغط أكثر على الجماعات المسلحة عبر إحكام السيطرة على طريق الكاستيلو في اكثر من نقطة سيطرة، حيث بات الجيش العربي السوري يسيطر بالنار على طريق الكاستيلو من مناطق سيطرة سابقة سواء عبر تقدم وحدات الجيش الى السكن الشبابي وكذلك الى منطقة المقالع والمناشر في العويجة.
وتأتي أهمية السيطرة على مزارع الملاّح انها تشكل نقطة إنطلاق لوحدات الجيش السوري في اكثر من اتجاه. فهذه السيطرة ستمكن الجيش من الإنطلاق شمالاً بإتجاه حريتان التي تشكل نقطة تحشيد وإسناد للجماعات المسلحة، حيث ستكون السيطرة عليها بمثابة رأس حربة لوحدات الجيش السوري باتجاه نبل والزهراء المحاصرتين.
كما أنّ تمركز الجيش السوري في مزارع الملاّح سيمكنه من الإندفاع جنوباً باتجاه دوار الليرمون ما يعني قطع طريق الكاستيلو عند هذه النقطة وتسهيل اندفاع وحدات الجيش باتجاه صالات الليرمون وطرد الجماعات المسلحة منها ومن مناطق أخرى تجاور مقر المخابرات الجوية في حلب كقصر العدل ومحيط دار الايتام.
أمام هذا التطور الميداني صار واضحاً أنّ معركة الحسم في حلب تنتظر تحديد ساعة الصفر لإعلان مرحلة نهاية احدى المعارك الكبرى التي ستترك أثرها على كل المعارك الدائرة في سورية.