نتنياهو .. وإعادة الحسابات.. بقلم: صالح صالح

نتنياهو .. وإعادة الحسابات.. بقلم: صالح صالح

تحليل وآراء

الخميس، ١١ ديسمبر ٢٠١٤

الجيش العربي السوري تقدم في كل المناطق على امتداد الأرض السورية، بعد أن حقق انتصاراً كبيراً في صد الهجمة الإجرامية على مطار دير الزور، وقارب على استكمال الطوق على الإرهابيين في مدينة حلب الصامدة، مما جعل قادة داعش وأخواتها القتلة بكافة تسمياتهم وفصائلهم يفقدون صوابهم ويصبون حقدهم الأسود على المدنيين العزل في الكثير من المناطق الآمنة، علهم بذلك يستردون بعضاً من هيبتهم الساقطة تحت أقدام جنود الجيش العربي السوري.
إسرائيل أيضاً لم يعجبها الحال الذي وصلت إليه أدواتها من الإرهابيين التكفيريين فقررت أن تدلي بدلوها وهبت لنجدتهم بعمل أحمق يذر الرماد بعيونهم المعمية بالحقد والتضليل حتى يستمروا بتبعيتهم لها دون إعمال عقولهم.
وإلا كيف نفسر عدم إعلانها وتبنيها رسمياً لهذا العدوان، واكتفت بتسريب بعض المعلومات المنقوصة عبر وسائل إعلام غايتها الدس وتشويه الحقائق؟! وهو ما حدا بالدولة السورية لتعلن عن العدوان حتى لا يبقى غامضاً في دقة وهوية المكان المستهدف الذي كان مدنياً وليس عسكرياً أو استراتيجياً، مما أعطى انطباعاً لدى المحلليين والمتابعين أن ما حدث ليس أكثر من حركة استعراضية، أراد منها نتنياهو أن يحقق عدة أهداف أهمها عملية جس نبض ومعرفة ردات الفعل عن إمكانية إشعال المنطقة لحرب إقليمية واسعة يريدها مخرجاً لأزمته الداخلية بعد تهاوي حكومته وعجزه عن إبقائها متلاحمة في هذه الفترة بالذات، فاتجه الى خيار العدوان المباشر وكأنه يأمل بجر سورية وحلفائها الى مواجهة تخرجه من عنق الزجاجة التي دخلها برجليه بعد أن حل الكنيست وأطاح بوزراء المعارضة في حكومته، من المؤكد أنه أراد خلط الأوراق ليعيد توزيعها من جديد وفق رغباته ومصالحه. الحكمة وضبط النفس من قبل القيادة السورية وبرمجة الرد بأسلوب قد يفاجئ الجميع، جعل نتنياهو وراسمي استراتيجيات العمل لديه، يعممون الصمت ويسحبون العملية من أي تداول.
المشكلة الحقيقية في كل ذلك كانت عند المجموعات الإرهابية المرتبطة بإسرائيل علناً دعماً وتسليحاً، أصابتهم حالة هستيريا شديدة لأن كل آمالهم بضرب سورية انهارت بعد أن أعاد نتنياهو حساباته التي اختلفت عن أمنياتهم الساذجة.
ما أضاف نتنياهو حقيقة هو بدء انتقال لوثة الفوضى المدمرة التي تضرب المنطقة الى إسرائيل ومقولة إنهم بمأمن من ذلك فقدت معناها بعد تصاعد أعمال المقاومة على امتداد أرض فلسطين، ولا سيما بعد اغتيال الصهاينة المناضل الفلسطيني الوزير زياد أبو عين، حيث تلوح الانتفاضة الثالثة في الأفق.