تركيا وفرنسا تريدان إعادة سيناريو لواء اسكندرون في حلب ؟؟؟

تركيا وفرنسا تريدان إعادة سيناريو لواء اسكندرون في حلب ؟؟؟

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٨ نوفمبر ٢٠١٤

تتغير الأسماء وتتغير المصطلحات ولكن الإستعمار هو استعمار ، بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى كان مصطلح الإنتداب الذي مزق سورية الطبيعية ووزعها وفق اهواء المستعمرين ومصالحهم فتشكلت سورية الجديده المقسمة الى دويلات من فلسطين الى العراق . وكانت جريمة فرنسا لا تقل بأثرها المادي والمعنوي عن جريمة بريطانيا بأعطاء وعد بلفور لليهود ومنحهم ارض فلسطين لاقامة وطن بديل لهم .. ولكن فرنسا تأخرت عسرون سنه عن بريطانيا عندما اعطت لواء اسكندرون لتركيا مقابل صفقه وهمية لم يعرف الشعب السوري عنها شيء وخرجت فرنسا مهزومه من سورية ولكن اللواء بقي تحت الاحتلال التركي .. واليوم تجتمع كل من فرنسا وتركيا والعين على حلب هذه المره .. فتقاطع تصريحات اردوغان مع لوران فابيوس بخصوص اقامة مناطق عازلة او أمنه على الحدود الشمالية لسورية بهدف الحد من تقدم الجيش السوري ومنعه من فرض قوة الدولة على اراضيها يعيد للاذهان ما قامت به فرنسا اتجاه لواء اسكندرون ويكشف مدى رغبة كل من الدولتين في اعادة مجدهم الاستعماري باقتطاع اراضي ليست ملك لهم اصلا لفرض واقع جديد تكون تركيا فيه صاحبت اليد العليا بالقرار .. فهذا الاصرار على حماية الارهاب من قبل تركيا والغرب يكشف قبح اهداف الحرب على سورية والتي مازال يجمل صورتها ما يسمى ائتلاف الدوحه المقيم في فنادق اسطنبول . فما تحملة حلب من اهمية اقتصادية وتاريخية جعل عين الضباع عليها وسال لعابهم لافتراسها .. وكل ما تقدم الجيش السوري ارتفعت النبره والاصوات المطالبه بعزل حلب لمنع تقدم الجيش ولاعطاء فرصة للعصابات المسلحة لاعادة لم الشمل ورص الصفوف .. فتركيا اليوم تستفيد من هذه الفوضى وتجد فيها ما يرضي جنون اردوغان باعادة المجد العثماني وتوسيع رقعة دولته للحصول على مكاسب سياسية داخلية تجعل منه بطل عند اصحاب الفكر القائم على حقوق السلطنة العثمانية المنزوعه . فتصريح لوران فابيوس الاخير يثبت مدى الرغبة لدى الغرب بالسير بمشروع تقسيم سورية وما اطلق علية اسم ضربات جوية غامضة يراد منها الحد من تقدم القوات السورية هو دليل على مدى عمق الارتباط بين الغرب والجماعات التكفيرية فالمقاتلين على ارض حلب جلهم من الاسلاميين التكفيريين المرتبطين بحركة الاخوان المسلمين وبالقاعده .. فالاجدر ان يقول فابيوس ضرب الجماعات التكفيرية وبالعلن وليس ضرب الجيش السوري بضربات غامضة لو كان الغرب بالفعل يعمل على محاربة الارهاب . واذا ما نفذ هذا المشروع فان خط حلب طرابلس سيكون هو المرحلة القادمة من الحرب على سورية فالمشروع الصهيوني الامريكي بتقسيم سورية يريد ولاية اسلامية تمتد من الحدود التركيا لتصل الى طرابلس في لبنان وتكون مرجعيتها انقره .. فتصبح بذلك عمق استراتيجي داخل الاراضي السورية يتم اغراقة بالبضاعة التركية ونهب ثروته وتحويل شعبة الى عبيد يعملون من اجل مصلحة سيدهم . والمؤكد بالامر ان ما يسمى أئتلاف الدوحه يساهم بنشر هذا الفكر ويوافق على ما يحدث بحجة حماية المدنيين !! ولكن الائتلاف نفسه لا يطالب تركيا بفتح تحقيق حول عمليات خطف الاطفال الرضع من سورية والعراق وبيعهم عبر مافيا تركية اسرائيليه لعائلات اسرائيلية ليس لديها اطفال . فهذه جريمة جديده تضاف لملف جرائم ما يسمى ائتلاف ومن معه من اتراك وعرب وغربيين .. واللافت للنظر ان فرنسا اطلقت هذه التصريحات اليوم بعد تقدم المفاوضات حول الملف النووي الايراني في فينا وبعد تهديدات السعودية بالغاء صفقة كبيرة مع فرنسا . فالواضح ان العاملين على الملف السوري يغرقون اكثر بالجنون كلما تراجعت عناصرهم المرتزقه على الارض . وما خروج وزير الدفاع الامريكي من منصبه وتقديم استقالته الا نتيجة ضياع هذا التحالف وعدم اتفاقه على خطة واحده فالواضح ان لدى كل طرف مصالحة الخاصة التي يرغب في الحصول عليها ولا يشمل هذا الطرف العربي لانة مجرد منفذ ودافع للتكاليف وخصوصا ان هناك خلاف كبير بين الفكر الوهابي الذي ترعاه السعودية وبين الفكر الاخواني الذي تستمد حكومة اردوغان وجودها من خلاله . والرد الحاسم اليوم على هذه التصريحات سيكون بانجازات الجيش السوري على الارض وتطهير اكبر مساحة ممكنه واعادة السيطره على طريق باب الهوى الذي اصبح اليوم ممر لكل جرائم تركيا والغرب واصبح باب للتجارة بالدم السوري .