دم بارد !!.. بقلم: روز سليمان

دم بارد !!.. بقلم: روز سليمان

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٥ نوفمبر ٢٠١٤

إذا كان عقل الإنسان قد جعله لا يُقهَر، فلماذا يتردّد اليوم حول مصيره؟ وإذا كانت فاعلية الدم تتعلّق تماماً بنصفه الأحمر، فلماذا يريد أن يربطه بنصفه الأبيض؟. ما الذي حدث فجعل الاستمرار مستبعداً، في حين أنّ الموت كان عبثياً وفضائحياً؟!. يسحبون دم الحصان في لحظة النشاط القصوى، تُودَع كرياته الحمر في بنك الدم، ويزوّد بها عند السباق ليفوز.. إذاً يفرض الدفاع عن الفوز وجود مركز شمولي يحفظ الدم المأخوذ من ذات المصدر الذي سيزود إليه، وكأن دم الغرباء لا ينفع!!. لكن ماذا لو كان هذا المركز وشموليته فاسداً، عندها يصبح مديح الدم الأصلي مدعاة للسخرية. في الحالتين تبدو الرغبة بالدفاع عن ادّعاء الاستمرار أمراً جيداً، وكذلك عن الحياة العظيمة لجسد الكائن ضدّ الكلية الباردة للقوانين التي تحققت من فكرة الفناء علمياً؛ لكن إن أتت هذه الكلية من سلسلة أماكن حيث تتألم في كافة أنحائها أجساد من لحم ودم؛ ألن يكون الدفاع عن الاستمرار غريباً؟!.
تبدو حماية الكائن من هيمنة الفناء من خلال دمه المحفوظ في الثلاجة مشروعاً يستحق المديح، لكن إذا كان الفناء نفسه مليئاً بالكائنات التي تجد فيه النفس سلامها واطمئنانها، فلن تكون الحماية الآنفة الذكر أكثر من عبث يشبه الموت عندما يأتي فوضوياً مرةً ومنتظماً أخرى!.
لم يحتج الحصان غريباً ولم يدخل جسده دم فاسد، فما كان فيه عاد إليه. ربما يكون ما سبق هدفاً طيباً، عندما تكون الرغبة إنقاذ الكائن من دمه بدمه؛ فهناك حيث يتواجد خطر الخسارة تتواجد بذور الفوز. لكن ألن يكون شذوذاً وجود رغبة بالاستمرار من دم بارد؟!. وكأن الرغبة بتقديم فضلة من الروح بسحب ما بحوزتها لن تجدي نفعاً إن لم تكن هي بالفعل قادرة على فقدانها والاستمرار بالعقل الذي لن يُقهر وبالدم الحارّ غير المفرّز وغير المسحوب منه أبيضه!.