أوباما ... يقيل وزير دفاعه بسبب تصريحاته بشأن الأسد ويعلن عن قرب عودة سفارته في دمشق للعمل

أوباما ... يقيل وزير دفاعه بسبب تصريحاته بشأن الأسد ويعلن عن قرب عودة سفارته في دمشق للعمل

تحليل وآراء

الاثنين، ٢٤ نوفمبر ٢٠١٤

عمل الرئيس الأميركي على الدفع بوزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل على الاستقالة وذلك على خلفية تصريحات وزير الدفاع بشأن الهجمات التي يشنها التحالف على التنظيمات الإرهابية داعش وغيرها في العراق وسوريه حيث  كشفت عن “قلقه” تجاه هذه الإستراتيجية وفرص نجاحها في مذكرة سرية بعث بها الى السيدة سوزان رايس مستشارة الأمن القومي، وكان ابرز ما جاء فيها ان هذه الإستراتيجية تخدم الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه.
موقف هاغل هذا يأتي في إطار الضغوط المكثفة التي تمارسها عدة دول من بينها فرنسا التي ايد رئيسها فرانسوا هولاند مطالب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الذي زار باريس، بضرورة ان تتم الضربات الجوية لتنظيم “الدولة الإسلامية” وتجمعاتها في سورية في إطار إستراتيجية متكاملة تتضمن الاطاحة بالنظام السوري في نهاية المطاف.
فما أدرك الرئيس اوباما جيدا ان الرضوخ للضغوط الفرنسية والتركية قد يؤدي الى “استفزاز″ قوتين عظميين، احدهما دولية وهي روسيا، وثانيهما اقليمية هي ايران، لانهما تعتبران اي محاولة لإسقاط النظام السوري هي خط احمر لا يمكن ان تسمحان باختراقه.
وزير الدفاع الامريكي هاغل كان مصيبا عندما قال ان الضربات الجوية في سورية تخدم الرئيس الاسد ونظامه، فهي لم تحقق اي نجاحات ملموسة بعد شهرين من بدئها، واحدثت انقاسما كبيرا في صفوف المعارضة السورية المسلحة، وبدأت تدور في دائرة مفرغة، خاصة ان الحكومات العربية المشتركة في التحالف الامريكي ترفض مطلقا ارسال قوات برية الى سورية والعراق.
أما الاستراتيجية الامريكية الحالية في سورية تواجه ازمة خطرة ولكن توسيعها وفتح جبهة مع النظام السوري ربما تفاقم من هذة الازمة، وتشعل حربا اقليمية قد تتطور الى حرب عالمية ثالثة، فهناك اتفاق ايراني روسي مع امريكا وحلفائها على اجتثاث “الدولة الاسلامية”، ولكن ليس على اجتثاث النظام السوري، وهنا تكمن المعضلة الاساسية التي يفهم الرئيس اوباما تعقيداتها جيدا وهذا ما استوجب على الرئيس أوباما بالضغط على وزير الدفاع هاغل خوفاً من فضح هذا الاتفاق الروسي الامريكي الإيراني
وللعلم أن الاعلان الأمريكي عن عودة أفتتاح السفارة في دمشق مع مطلع عام 2015 يثير الريبة مع رضائية الموقف السوري الرسمي