واقع المنطقة والغباء الأميركي البريطاني.. بقلم: هنادة الحصري

واقع المنطقة والغباء الأميركي البريطاني.. بقلم: هنادة الحصري

تحليل وآراء

الاثنين، ٢٤ نوفمبر ٢٠١٤

في حديث نشرته إحدى الصحف البريطانية على لسان دبلوماسي بريطاني يقول:"إنّ البريطانيين الذين عاشوا كل التفاعلات التاريخية في المنطقة ولأكثر من قرن من الزمن يشعرون الآن بالهلع من التفاعلات الإيديولوجية الراهنة إذ إنّ هناك كارثة تتشكل ومن دون أن يكون بالإمكان تجميد النفط أو إبقاؤه في غرف باردة. فالحرائق كامنة في كل مكان أو إنّها ستمتد إلى كل مكان فواشنطن رغم جبروتها العسكري والاقتصادي أثبتت أنها لا تستطيع في حال من الأحوال أن تمسك منهجياً بالمنطقة التي لا يمكن إمساكها أساساً بواسطة قاذفات القنابل، أو بواسطة تسويق البلبلة، وبعثرة الثقافات وتشتيت المجتمعات".
ويلاحظ الدبلوماسي وجود قصور في الرؤية في المنطقة التي تعاني أيضاً من الاجترار الفلسفي على المستوى السياسي، فالكثيرون لا يرون في أميركا سوى الحرب العسكرية التي تشنها، فيما الحقيقة تتجاوز ذلك بكثير، فهناك خطط هائلة تنفذ الآن لإثارة الاضطراب داخل الأجيال التي لم يعد بالإمكان الرهان عليها في تشكيل الحالة البديلة، الأنظمة تغتال الظواهر الثقافية الخلّاقة، تخنق التطلعات السياسية التي يمكن أن تفضي إلى إعادة تكوين السلطة والمعارضة على أسس ديناميكية وعضوية، أكثر قدرة على استيعاب جدليات العصر دون الاضمحلال العشوائي فيها".
أما أكثر ما يلفت النظر في حديث الدبلوماسي البريطاني قوله إنّه يستغرب كيف أن هناك مسؤولين أميركيين يبدون ارتيابهم لاستشراء الظاهرة الراديكالية على المستوى الديني، مع أنّ الشعار المعلن لسياسة واشنطن هو الحرب ضد الإرهاب الناتج عن تلك الظاهرة، بل وأكثر من ذلك يلمح إلى أن الأميركيين وراء ذلك الطاقم من القادة الأصوليين من أصحاب الأسنان الصفراء بدءاً بأسامة بن لادن وانتهاء بأبي مصعب الزرقاوي مروراً بكل أولئك الذين يفتكون على ذلك النحو الوحشي، بالنص الديني.
الآن إذا كان هذا هو رأي الدبلوماسية في بريطانيا فماذا عن التعاون البريطاني الأميركي الفرنسي وخاصة أنّ الشارع البريطاني يعارض سياسة ساسته وماذا عن الديمقراطية المزعومة وهذا الغباء المستشري الذي يذكرنا بسياسة أرييل شارون الذي ساهم في جعل سمعة بلاده تتدهور على نحو دراماتيكي حتى داخل القارة الأوروبية. أتساءل وهاجس يرصدني أليس من مصلحة هذه الأنظمة أن تبحث عن آليات تحديث لإستراتيجيتها في المنطقة وخاصة أنّ المنطقة تشهد ما تشهده.