حيوانية الغناء الهابط جداً؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

حيوانية الغناء الهابط جداً؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

تحليل وآراء

الجمعة، ٢١ نوفمبر ٢٠١٤

الأغنيات الرائجة، تحت (بنديرة) وتسميات: العصرية، والدلوعة، والشعبية، والطربية، والإعلامية.. أغنيات تبشّر بقوة الحيوانية عند الغرائز، وتنأى عن الحس المطور، والصفاء العقلي والقلبي والروحي.. كل أغنية صرعة موت، وحفلة صراخ، وقومية تشويه موسيقي ونفسي..
مجنون عصر البشرية الإعلامية، كيف راح يملك رؤاه ورونقه وفخامته وعواطفه، ويجندها لصالح تخمة الغريزة وتخمة الجوعانين وتفاهة الجشع الأكثر من وحشي والأكثر من تدميري..
الأغنيات المرمية في سلات مهملات شاشات العرض، وفي واجهات برامج الفضائيات تجود على كل مستمع بوجبة موت شعوري، ومقبلات انتحار عاطفي، وتحيي ما تيسر من قباحات جوع الغرائز، التي عمل الفن العذب، دهراً على ترميمها وتعديل خرابها ببهائها..
الغريزة فعل حياة، بقدر ما هي صديقة الحياة.. وفعل فجيعة بقدر ما هي حليفة الجوع العصري المريض، أكثر من الأوبئة، التي تسوقها حضارة القتل الغرب صهيونية..
الأحقاد التي فعلوها، ودفعوا بها إلى واجهة الأحلام والرؤى والإحساس، والعلاقات البشرية، تشبه رأسمالية العصابات في الغرب وفي أي مكان..
الغناء الصراخي الفقاعي الغرائزي والمتواطئ مع أي فرصة تسويق أو شراء وبيع أو فوضى مشاعر وإحساسات ضجّاجه، كيف تكون هذه الضجاجة.. المهم الظهور ولو على الظهور.. والمهم جمع المال، ولو من جيوب الجهلاء والعملاء والمجارير الاستعمارية والنفطية..
ألم يحن بعد للبشرية أن تعيد (تقميش) نفسها، وهندمة وهندسة أخلاق الإعلام؟!
لابد أن تعيد الروح المعاصرة إنتاج الروح والفن والازدهار، وإلّا يصاب الزمن بالفناء.. وهذا غير وارد!؟
زمن مقتلع من حاويات الفكر الاستعماري والرأسماليات البغيضة والمشوهة.. ولأنه مصدره، في غاية السوء، يمن علينا بأغنيات بشعة جداً جداً، وتذكّر بالحيوانية والانحطاط، ولا تتوانى عن التآمر على الذوق واللياقات الفنية..
هل نقول: ماتت العواطف التي تربّت على الغناء والأحلام والأناقات الروحية؟!
ونهضت في مكان آخر غرائز إعلامية ومالية وجوعية؟!
زمن متهم بتمويل موت الجمال؟!
والمتهم الأكبر هواجس الإنسانية المسيطر عليها من قبل رأسمال التخريب!!