مفتاح نجاح دي ميســـــتورا‎.. بقلم: أحمد ضوا

مفتاح نجاح دي ميســـــتورا‎.. بقلم: أحمد ضوا

تحليل وآراء

الأحد، ١٦ نوفمبر ٢٠١٤

 حتى اليوم يقوم المبعوث الدولي إلى سورية ستافان دي ميستورا بجهد لا يواجه بانتقادات لها قيمة تؤثر على مهمته التي أعطتها الحكومة السورية دفعة قوية عبر تعاطيها الإيجابي مع الأفكار التي طرحها دي ميستورا

بشأن «التجميد المحلي» في مدينة حلب, ولكن هذا الأمر لن يستمر إذا لم يكن دي ميستورا صريحاً بالقول: من هو الذي يعطل الحل السياسي للأزمة في سورية, والدول التي تواصل دعمها للتنظيمات الإرهابية التي ترتكب أبشع الجرائم بحق الشعب السوري.‏

فالمبعوث الدولي ليست مهمته إرضاء الأطراف جميعاً, بل أن ينطق بالحقائق لا أن يرضخ للضغوط, ونجاح مهمته يرتبط بذلك إذ من غير المعقول ألا نسمع منه أي تصريح حتى الآن حول الدول التي تدعم الإرهاب والدول التي يجب أن يطالها قرارا مجلس الأمن الأخيران بشأن مكافحة إرهاب تنظيمي «داعش والنصرة» الإرهابيين وبالتحديد تركيا والسعودية وقطر و/إسرائيل/.‏

إن نجاح أفكار دي ميستورا «التجميدية في حلب» والتي تدرسها الحكومة السورية بجدية لا يمكن أن يرى النور إطلاقاً إذا اكتفى بتحركه على مساحة المدينة, فالتنظيمات الإرهابية التي ترتكب أبشع الجرائم بحق المدنيين تديرها أطراف إقليمية متناحرة تعرقل الوصول إلى حل سياسي للأزمة يصب في مصلحة الشعب السوري.‏

إلى الآن لا يمكن الحكم سلباً ولا إيجاباً على تحركات الموفد الأممي, ولكن تمرير المزيد من الوقت الطويل دون تحقيق أي شيء ستكون له عواقب سلبية وخاصة أن لدى دي ميستورا أوراقاً قانونيةً دوليةً متمثلةً بقراري مجلس الأمن 2170 و2178 اللذين وافق عليهما جميع أعضاء المجلس ويفترض أن يستغلهما دي ميستورا لوقف دعم التنظيمات الإرهابية في سورية.‏

الحكومة السورية باعتبارها أفكار دي ميستورا «جديرة بالدراسة», وإغنائها بأفكار جديدة وضعت الكرة في ملعب الطرف الآخر, وباعتقادي فإن موقفها هذا نابع من قناعتها بأن نجاح جهد دي ميستورا في تنفيذ أفكاره يصب في سلة المصالحات الوطنية التي تعمل عليها الدولة بشكل فعال ومتواصل في جميع المناطق.‏

أسئلة كثيرة ولدتها أفكار الموفد الأممي الذي كان يُنتظر منه طرح مبادرة سياسية لحل الأزمة, ومن الصعب على دي ميستورا الإجابة عليها, وأهمها السؤال فيما إذا كانت مهمته سياسية أو عسكرية؟.‏

هناك من يعيد سبب اختيار الموفد الأممي لأفكار لها جانب عسكري إلى عدم نضج الظروف لطرح مبادرة سياسية للحل, وهنا السؤال المهم: ما هو دور دي ميستورا في ذلك؟ وهل يتحمل شيئاً من المسؤولية في عدم سعيه لإنجاح هذه الظروف؟.‏

باعتقادي أن نجاح دي ميستورا مرتبط إلى حد كبير بالعمل خارج سورية وليس داخلها, فالدول التي تدير وتحرك التنظيمات الإرهابية يجب أن تكون وجهته, وأي اختراق ينجزه بوقف دعمها للإرهابيين سيجد انعكاساً إيجابياً على مهمته وعلى الأرض, وخلاف ذلك سيكون مضيعة للوقت ولا فعالية له.‏

والأمر الآخر الذي لا يقل أهمية عما سبق هو تحرك دي ميستورا دولياً في أروقة الدول التي تعرقل إيجاد أي حل سياسي للأزمة السورية لا يصب في سلة مصالحها ومشاريعها في المنطقة وهنا بيت القصيد ومفتاح نجاح دي ميستورا أو عدمه.‏

إن تجميد القتال في حلب ومناطق أخرى يحمل أشياء إيجابيةً ولكن لا يوفر ظروفاً لطرح مبادرة سياسية ومن الأولى أن يكون هدف الموفد الأممي تخليص الشعب السوري من الإرهاب العابر للحدود وليس تجميده في مناطق محددة.‏