هل تطيح خلافات آل سعود بمملكة الوهابية؟! بقلم أحمد ضوا

هل تطيح خلافات آل سعود بمملكة الوهابية؟! بقلم أحمد ضوا

تحليل وآراء

السبت، ٨ نوفمبر ٢٠١٤

يكاد لا يمر يوم إلا وتنشر وسائل الإعلام في المنطقة والعالم عن الخلافات الحادة داخل أسرة آل سعود من جهة، وداخل المجتمع والمؤسسات السعودية من جهة أخرى، لدرجة أن بعض التحليلات تنبأت بقرب تفكك الأسرة والمملكة معا.

ولعل الحدث الأبرز في هذه الخلافات هذه الأيام هو إقالة وزير الإعلام السعودي عبد العزيز خوجة من منصبه، فنادرا ما تتم إقالة مسؤول سعودي من أسرة آل سعود أو المقربين منها، فهم باقون في مناصبهم إلى أن يأخذ أرواحهم عزرائيل.‏

الأمر المثير للسخرية هو إعادة بعض وسائل الإعلام السعودية المقربة من الأسرة خبر إقالة خوجة إلى قيام الأخير بإغلاق قناة وصال التي تغذي النعرات الطائفية في المنطقة ،وللتغطية على الخلافات التي تستعر داخل الأسرة تمت إعادة بث القناة ليبدو المشهد اكثر سخرية، وفيه استخفاف للمواطن السعودي بشكل خاص وللمتابع لحكم آل سعود الفاسد عموما.‏

وللذين لا يتابعون قنوات التكفير التي تبث من السعودية وخارجها وهم كثر، نقول: إن المزاعم بإقالة خوجة غير صحيحة، وربما هو من أمر بإغلاق قناة وصال، ولكن ليس لتغذيتها النعرات الطائفية، ولو كان الأمر كذلك لأغلق المحطات التي من صنفها ولأمر بقطع التمويل الرسمي وغير الرسمي لها، وهذا لم يحصل، وبالتالي إقالة الخوجة ليست مرتبطة بقناة وصال، ومردها الأساسي إلى الخلافات المستعرة بين أجنحة آل سعود الذين يتصارع فيها الشباب للسيطرة على السلطة متجاهلين أن هناك شعباً سعودياً.‏

طبعا الخلافات داخل «أسرة الإرهاب» متنوعة ومتشعبة ومتكاثرة، فهناك خلافات بين الفاسدين وأيضا على تملك آبار النفط..وبين المستأثرين بصفقات السلاح.. وبين المهيمنين على المناقصات الداخلية والمشتغلين في سوق العقارات أو في التجارة الداخلية، ولكن الأهم من المختلفين هم من الصف الأول والثاني في الأسرة السائل لعابهم على الدوام لاستلام منصب رسمي هنا أو هناك أو وزارة أو المتربصين لموت الملك أو ولي عهده وجميع هؤلاء أو اغلبهم من أسرة آل سعود أو المقربين منها.‏

ما ذكرته صحيفة «التايمز» البريطانية بالأمس عن توسع الخلافات الحادة عموديا وأفقيا داخل العائلة الحاكمة في السعودية والأخطار المحدقة جراء ذلك بمستقبل مملكة آل سعود الحليف الأول لأميركا والغرب والمصالح الغربية، مؤشر كبير على قرب ما يتوقعه كثير من المحللين ومراكز الدارسات في الولايات المتحدة، والتي تصب بحتمية تفكك السعودية التي تختلف أسرتها الحاكمة حول الكثير من القضايا، ومنها مواجهة التهديدات الإرهابية المرتدة والناجمة عن تورط أسرة آل سعود وأفرادها، كل حسب أهوائه وطموحاته السلطوية في تفريخ الإرهابيين ودعم التنظيمات الإرهابية في العالم بالمال والسلاح، حيث أشارت الصحيفة إلى أن السعوديين المنتسبين للتنظيمات الإرهابية يشكلون النسبة الأعلى قياسا بالإرهابيين الآخرين.‏

فهناك الكثيرون في المنطقة والعالم ينتظرون تفكك واندثار أسرة آل سعود، التي طالت شرورها الإرهابية والتكفيرية دول المنطقة بشكل خاص والعالم اجمع، وهذه الأسرة لم تعد عبئا على شعبها فحسب، بل تشكل خطرا داهما يتهدد مشغليها بأفدح الأخطار.‏