داعش وإيبولا!!! بقلم:أحمد ضوا

داعش وإيبولا!!! بقلم:أحمد ضوا

تحليل وآراء

السبت، ١ نوفمبر ٢٠١٤

لا يزاحم الحديث عن تنظيم «داعش» الإرهابي في وسائل الإعلام العالمية إلا التحذير عن وباء «إيبولا»، إذ يتشابه الوباءان في شكل الظهور والتطورات والنتائج بكونهما أنتجا في مخابر المخابرات الأميركية.
والمتابِع لسياق ظهور «داعش وإيبولا»، وخاصة التغطية الإعلامية يلحظ بتحليل بسيط وجود أطراف خفية تتلاعب بضخ المعلومات لدرجة لم يعد من الممكن أمام أي شخص على وجه الأرض إلا أن تتوجه اهتماماته حول الجديد الذي يبث عن أفعال «داعش» ومخاطر «ايبولا»، إذ يلتقيان بإهدار حياة الناس خدمة للهوس الأميركي باستمرار الهيمنة على العالم ومقدراته والتحكم الكامل بعوامل استمرار التفوق الأميركي.‏
قد يقول قائل: ما حاجة إدارة أوباما إلى وباء «إيبولا» ما دام التحرك الأميركي يتركز الآن في الشرق الأوسط، وقيام تنظيم «داعش »الإرهابي بتحقيق ما تريده الاستخبارات الأميركية في العراق وسورية؟.‏
بغض النظر عن الجانب الاقتصادي في استثمار أميركا لهذا الوباء مالياً، فإنه بالمقابل قدم للاستخبارات الأميركية خدمة إعلامية لا تقدر بثمن، والمراقب لتغطية وسائل الإعلام الأميركية لإصابة ممرضة أميركية بالمرض، يعي تماماً حقيقة توجه راسمي السياسات الإعلامية الأميركيين بمنع المواطن الأميركي من متابعة ما يجري في الشرق الأوسط، وما تقوم به إدارة أوباما لتحقيق مآربها وسياساتها في المنطقة والعالم.‏
حتى الآن، ورغم تأكيد الكثير من السياسيين البارزين ومراكز الدراسات بأن أميركا فقدت قيادتها المتسلطة على العالم، فإن إدارة أوباما ما زالت تكابر وتحاول صد القوى المجابهة لها وهي روسيا والصين، وللأسف إن ساحة منطقتنا ومحيطها الإقليمي وصولاً إلى حدود روسيا والصين، هي مسرح الصدام المباشر بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، والصين وروسيا وحلفائهما من جهة أخرى، بينما تلعب الساحات الأخرى ومنها الإفريقية أدواراً مساعدة وثانوية، وربما سرعان ما تدخل في المعركة المحتدمة وخاصة مع وجود بؤرة ليبيا الإرهابية، وبموازاتها البؤرة النيجيرية.‏
إن الفارق الوحيد في هذا الصدام المحتدم هو عدم امتداده حتى الآن إلى أدوات أميركا في المنطقة، وخاصة في تركيا والخليج العربي، ما يشكل نقطة ضعف في جدار الدول المواجهة لأميركا، الأمر الذي يستدعي منها هز العروش الخاوية لأدوات أميركا كي تستقيم معادلة الصراع، وعندها لن يكون أمام إدارة أوباما إلا التفاوض أو التسليم بالأمر الواقع لأن كل المؤشرات تؤكد أن الولايات المتحدة فقدت إلى غير رجعة على الأقل خلال الخمسة عقود القادمة ميزة الزج بجيوشها في حروب طويلة بعد تجربتي أفغانستان والعراق.‏
كل المؤشرات توحي بأن هذا الصراع المحتدم لن ينتهي قريباً، والعامل الحاسم الذي يغير توازن المعادلات هو إدخال أدوات أميركا إلى قرص اللهب، إذ من غير المعقول أن تترك هذه الأدوات تغذي بالمال والسلاح والإرهابيين تنظيم «داعش» الإرهابي الذي يستهدف الدول التي ترفض سياسات الهيمنة في المنطقة وخاصة سورية.‏
من يشك بمسؤولية أميركا عن تفشي وباء «إيبولا»، ما عليه إلا قراءة ما كتبه الدكتور «سيريل برودريك» البروفيسور فى أمراض النباتات فى جامعة كلية ليبيريا للزراعة والغابات سابقاً عن تورط الولايات المتحدة الأمريكية بالمسؤولية عن تفشي الوباء الذي أدرجته المؤسسة العسكرية الأميركية ضمن قائمة أسلحتها البيولوجية، وبالمقابل اعترفت «هيلاري كلينتون» وزيرة الخارجية الاميركية السابقة بإنشاء الاستخبارات الأميركية تنظيم «داعش» الإرهابي وهذه ليست المرة الاولى التي تستخدم أميركا الإرهاب والأوبئة في الحفاظ على أمنها القومي.‏