فوبيا النظام.. بقلم: ميساء نعامة

فوبيا النظام.. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ١ نوفمبر ٢٠١٤

يتحفظ البعض من الإعلاميين والسياسيين عن ذكر مصطلح النظام السوري على اعتبار أنّه مصطلح تزامن مع انتشار إرهاب الفوضى الأميركية في منطقة الشرق الأوسط.
التحفظ ليس في مكانه لأنّ النظام هو الحالة الطبيعية لوجود الدول بمفهومها الحضاري والراقي، لأنّ البديل الوحيد للنظام هو الفوضى وهو غاية ما ترتجيه الدول الاستعمارية التي وضعت مخطط النظام العالمي الجديد الخالي من النظام والانتظام والجنوح إلى حالة الفوضى المدمرة لكيان الدول، لاسيما الدول العربية التي تُعتبر السوق الأكثر جاذبية لتصريف منتجات الغرب من أسلحة وغيرها من المنتجات الغربية الثقيلة والخفيفة، إضافة إلى ما تحتويه الجغرافية العربية من كنوز ومعادن ونفط في باطنها وغنى الجمال للطبيعة العربية وخاصة في منطقة بلاد الشام.
الغرب الاستعماري بحاجة ماسة للخروج من أزماته الاقتصادية عبر تصدير الأسلحة والمنتجات بما فيها تصدير الإرهابيين إلى السوق العربية وبحاجة ماسة لما تكتنزه الأرض العربية.
إذاً هي الفوضى التي سعى إليها الغرب الاستعماري لتحقيق أطماعه في منطقة الشرق الأوسط، والملاحظ أنّ الاستعمار الغربي حقق غاياته في ليبيا التي أشاع فيها فوضى الإرهاب وأصبحت سوقاً غنية لاستقطاب أسلحة الغرب وإرهابه وهي اليوم -أي القوى الغربية- تسيطر على النفط الليبي الذي تغيب سرقته تماماً عن الإعلام.
ولكن السؤال الجوهري يتمحور حول عنوان النظام العالمي الجديد الغربي، واللانظام في منطقة الشرق الأوسط كيف يتشكل النظام العالمي في ظل الفوضى العارمة؟
مما لاشك فيه أنّ من وضع خطة النظام العالمي الجديد اعتمد على نشر الفوضى في مناطق متعددة من العالم وعلى رأسها منطقة الشرق الأوسط، لأنّ الغاية أن لا يصبح في العالم نظام إلا عند الغرب الاستعماري، فبالنظام يستطيع الغرب أن يُحكم السيطرة على مناطق الفوضى المدمرة في العالم وبناء عليه يتماسك النظام الاستعماري الجديد بينما يتفكك النظام في مناطق تشيع فيها الفوضى، فيحكم النظام الاستعماري الجديد العالم ويبسط سيطرته ويعيد توزيع مناطق النفوذ وفق خرائط جديدة.
لكن مبرمجي النظام العالمي الجديد غاب عن أفكارهم الشيطانية تماسك التحالفات الاستراتيجية لمحور مقاومة النظام العالمي الجديد واستطاعت سورية أن تكون رأس الحربة للوقوف في وجه التيار الفوضوي، بل لقد أصبح العالم اليوم بحاجة ماسة لقوة الصمود السوري في وجه الإعصار الفوضوي الإرهابي لأنّه على ما يبدو أنّ من نشر الفوضى بدأ يفقد الإمساك بخيوطها.
وبعد! هل يجب أن نتحفظ على ذكر النظام في مفرداتنا السورية؟