الابتزاز ولعنة النفط.. بقلم د. فائز الصايغ

الابتزاز ولعنة النفط.. بقلم د. فائز الصايغ

تحليل وآراء

السبت، ١ نوفمبر ٢٠١٤

بريطانيا تبتز قطر وتعقد معها صفقات من الاستثمارات تجاوزت الـ25 مليار دولار، الصفقة حصلت في لندن لكن المقابل هو غض الطرف عن دور قطر في تمويل الإرهاب.
الولايات المتحدة تبتز السعودية منذ إقامة العلاقات بينهما، ترتفع وتيرة الابتزاز بين الحين والآخر وفق ما تمليه مصالح الولايات المتحدة في المنطقة ومنها مصالح إسرائيل ومستقبلها في فلسطين.
الفرنسيون يكتفون بصفقات الأسلحة سواء للسعودية التي لم تقاتل يوماً ولم تخض أي معركة من حروب العرب لاستعادة الأرض والمقدسات، أم صفقة المليارات التي كان من المفروض أنّها لتزويد الجيش اللبناني بوسائل دفاعية قبل أن تتبدد وتُرفع من التداول.
الابتزاز قديم العهد منذ اللقاء الأول بين الملك السعودي المؤسس والرئيس الأميركي روزفلت على ظهر الطرّاد البحري في البحيرات المرة عام 1945 لكنه يتطور ومن المعطيات والمستجدات التي تشهدها المنطقة على الرغم من بعض التوترات البينية التي تنشأ بين الحين والآخر والمتعلقة بمدى طاعة هؤلاء للرغبات الأميركية أو الأوروبية.
يدخل في هذا حروب صدام حسين سواء ضد إيران أو ضد الكويت، والقواعد العسكرية المنتشرة في المنطقة وربيع ليبيا وما يجري في سورية، فالمصالح أميركية- إسرائيلية فيما الإنفاق – الابتزاز- لدول الخليج وفي المقدمة السعودية وقطر، وفي النهاية يخرجون من المولد بلا حمص وقد نُكِسَت عُقلهم.. جمع عقال.. وليس عقل.. فالعقول في مكان آخر حيث الجواري والغلمان وليالي الزمان وما أدراك ما ليالي الزمان في عواصم العالم..
هكذا يبدد هؤلاء ثروة شعبهم وغنى أرضهم وثروتهم، لا هم مع شعبهم ولا هم مع أمتهم العربية فيما الفقر ينتشر مرضاً وأوبئة في بلدانهم كما في بلدان العرب والمسلمين عموماً.
اليوم وقد أنتج السعوديون داعش فيما يتبنى القطريون والأتراك الإخوان المسلمين على الرغم من سقوطهم المدوي في سورية منذ الثمانينات وكذلك اليوم.. وسقوطهم في مصر معقل العقل التنظيمي المسلح وكذلك في تونس اليوم قبل أن تحسم ليبيا واقعها وتدرك أية ورطة ورّطها حلف الناتو بها باسم الربيع المسموم..
ومع أن أميركا لم تعد بنفس الحاجة إلى النفط السعودي أو الخليجي عموماً.. ومع أنها على حافة الاكتفاء الذاتي لكنها لن تتخلى عن ابتزاز هؤلاء وتسخير ثروتهم في خدمة مصالحها ومصالح إسرائيل ومستقبلها في المنطقة ذلك أن عائد اكتشافات أميركا النفطية يُنفق في الداخل الأميركي فيما السياسات التوسعية والاستعمارية وتعزيز مصالح أميركا وإسرائيل في المنطقة إنما يعتمد على الأدوات والعملاء من جهة وعلى المال العربي والنفط العربي من جهة أخرى.
ومازال من يقول نفط العرب للعرب.. وهو منذ تفجر أول بئر نفطي خليجي في خدمة الآخرين والغرباء والمستعمرين.. وقمة الطرّاد البحري في البحيرات المرة دليل على ذلك.. وما أمرّ القمم التي جاءت بعدها وحتى اليوم.. إنها لعنة النفط.