الإيزيديون.. بقلم: هنادة الحصري

الإيزيديون.. بقلم: هنادة الحصري

تحليل وآراء

الاثنين، ٢٧ أكتوبر ٢٠١٤

كثر في الفترة الأخيرة الحديث عن (الإيزيدين) بعد أن وقعوا ضحايا تنظيم "داعش" وكثيراً ما تساءلنا جميعاً من هم الإيزيديون وهم عادة يعيشون عزلة عن الاهتمام العالمي.. وبعودة إلى كتب البحث وفي كتاب الرحالة وليم سيبروك "مغامرة في أرض العرب" نجد الكاتب وقد خصص للإيزيدية فصلاً كاملاً وقد وصفهم بأنّهم طائفة غامضة منتشرة في جميع أنحاء المشرق، وتتركز في شمال شبه الجزيرة العربية، وعلى الرغم من أنّهم يتكلمون الكردية، إلا أنّهم لا يعتبرون أنفسهم أكراداً وأصول دينهم قديمة جداً ومتمحورة حول الملائكة، تتراوح أعدادهم بين 70 ألفاً و500 ألف ولكنها تناقصت بصورة كبيرة ومن الجدير بالذكر أنّه لا يعتنق ديانة الإيزيدية إلا من ولد بها، ولا يمكن اعتناقها دون ذلك.
يعتقد أنّ اسم الإيزيدين يرجع إلى يزيد بن معاوية، ثاني حكام الدولة الأموية (647-683 ميلادية).
إلا أنّ دراسة حديثة أظهرت أنّ هذه التسمية لا علاقة لها بهذا الخليفة الأموي أو حتى بمدينة يزد في فارس، بل هي مشتقة من الكلمة الفارسية "إيزيد " التي تعني الملاك أو الإله وبهذا تكون معنى اسمهم" عبدة الرب " ويطلقون على أنفسهم " الدواسين " وهو اشتقاق من اسم " ديوسيس " المأخوذ من المعتقد الأسطوري الكنسي القديم في الشرق، ويتميزون بأنهم يحترمون القرآن والإنجيل ولكن جزءاً من تراثهم يعتبر شفهياً.
ونتيجة للسرية التي تكتنف معتقداتهم فإنّ كثيراً من المفاهيم الخاطئة تنسب ارتباطهم بالديانة الزرادشتية المجوسية إلا أنّ دراسة حديثة أظهرت أنّه وبالرغم من أنّ أضرحتهم غالباً ما تزين برمز الشمس، وأنّ مقابرهم تشير إلى جهة الشرق في اتجاه الشمس، إلا أنّهم يستقون بعض شعائرهم الدينية من الإسلام والمسيحية.
من طقوسهم أن يقوم " البير " وهو لقب يطلق على إحدى طبقات رجال الدين عند الإيزيدين بتعميد الأطفال بمياه مباركة، وفي مراسم الزواج يقسّم رغيف الخبز إلى نصفين العروس والعريس، وترتدي العروس فستاناً أحمر وتزور الكنائس المسيحية.
يصوم الإيزيديون ثلاثة أيام في شهر كانون الأول، وفي أيلول يحجون إلى ضريح الشيخ عدي لالش شمال مدينة الموصل، حيث يؤدون هناك بعض طقوس الاغتسال في النهر، وتقديم القرابين من الحيوانات وعمليات الختان.
أما بالنسبة للصلاة عند الإيزيدين فثلاث مرات في اليوم ومنهم يصلون خمس مرات يومياً، كما يقال إنّ عندهم تسمية لآلهتهم "الملك طاووس" بالشيطان ولذلك عرفوا بأنّهم "عبدة الشيطان".
الخلاصة والأرجح أنّ الإيزيدية حركة سياسية خالصة، جعلت لها صبغة دينية تسير تحتها لتعيد الحكم إلى الأمويين، ولكن اللافت أنّ رأياً يقول إنّ الإيزيدين يعتقدون أنّ الله موجود في كل شيء وهو الأساس والمخلوقات أجزاء من الروح العليا، والجزء تابع للكل، لذا فإنّ تقديسهم للظواهر الكونية كالشمس والنور والقمر مبني على فكرة كون هذه الظواهر جزء من الذات الإلهية وتجسيداً لقدرته الخارقة.
ويقال إنّه إذا ما طرد متطرفو "داعش" الإيزيدين من العراق وسورية فإنّ هناك احتمالية أكبر أن يستقروا في مناطق جنوب غرب تركيا فهل وعت ذلك تركيا؟