«أبو سياف» وزير مالية داعش وأميرها الجديد؟

«أبو سياف» وزير مالية داعش وأميرها الجديد؟

تحليل وآراء

الأحد، ٢٦ أكتوبر ٢٠١٤

 "الدولة الإسلامية"، هكذا يسمّي تنظيم داعش الإرهابي نفسه، بهيكليته التنظيمية والإدارية. يطرح التنظيم نفسه على أنّه دولة مكتملة المعالم وهي الحل والبديل المناسب لكل الأنظمة في الدول الحالية. داخل هذا التنظيم مسؤولون كثر بمهام متعددة، يديرون شؤونهم فيما بينهم ليُخرجوا ما يؤمنون به من سياسة ترهيبية بالطريقة الفضلى.
شخصية لم تظهر من ذي قبل، تتولى عدد من المسؤوليات داخل التنظيم في منطقة القلمون ومعروفة باسم "أبو سياف الحمصي"، فمن هو أبو سياف، ما هي مسؤولياته، وكيف يساهم بإرسال الإرهاب إلى بلادنا؟
هو محمد عبد الحليم قدّور إبن مدينة حمص السورية، رجل في العقد السادس من العمر، سبق له أن قاتل ضمن صفوف جبهة النصرة في مدينة القصير قبيل تحريرها من قبل الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية.
قبل حوالي العام، انتقل الرجل إلى منطقة القلمون، وإلى رنكوس تحديداً برفقة أبو مالك التلّي أمير جبهة النصرة في القلمون. بعد رنكوس، وأثناء سقوط يبرود دخل الرجل عرسال اللبنانية وتعرّف هناك الى أبو حسن الفلسطيني، الذي كان أمير تنظيم داعش في عرسال وجرودها. نجح الفلسطيني بإقناع الرجل بالإنضمام إلى تنظيم داعش، لإعجابه بذكائه الحاد على حد وصف من التقاه. فقبل الحمصي، المصاب في قدمه في القصير، مبايعة تنظيم داعش الإرهابي، فسلّمه عندها صديقه القديم الجديد أبو حسن الفلسطيني الملف المالي للتنظيم في القلمون.
منذ ذلك الحين تسلّم لاعب فريق الكرامة السابق مهامه كوزير لمالية "الدولة" في القلمون. يدير أبو سياف مصاريف التنظيم الإرهابي، من شراء للطعام وللوقود، وإستلام الأموال التي تتحول بطريقة ما إلى الجرود، ليعود ويوزّعها رواتب على عناصر داعش، الذين تتراوح قيمة رواتبهم بين 1200 دولار و1600 دولار للفرد، حيث يختلف مدخول العناصر من المتزوجين عن أولئك الذين لم يكملوا نصف دينهم بعد.
يؤكّد الذين التقوا الرجل أنّ إصابة قدمه البالغة هي ما تمنعه من القتال أو التخطيط العسكري، إذ يعتبرون أنّه الأخطر بين من انتقلوا من جبهة النصرة إلى داعش، كما ينقل هؤلاء عن أمير جبهة النصرة في القلمون أبو مالك قوله إنّ مبايعة أبو سياف لداعش هي خسارة كبيرة لجبهة النصرة، التي تكاد تشارك داعش في الجرود بكل شيء تقريباً، فالتنظيمان على وئام ووفاق تامّين، بعكس باقي مناطق الحرب في سوريا.
لدى أبو سياف العديد من أسرار الإرهاب المرسل إلينا من وراء الحدود، من تفخيخ السيارات إلى القيام بالعمليات التي تعتبرها داعش نوعية بالنسبة لها، إذ يتلقى منفّذ العملية في حال لم تكن إنتحارية، أو خبير تفخيخ المتفجرات، بدلاً مالياً إضافياً "بونوس" مكافأة من التنظيم على قيامه بـ"قتل الأبرياء".
وزير مالية داعش وحافظ أسرارها أبو سياف الحمصي هو اليوم أحد الرجال الثلاثة الأهم داخل التنظيم، فهل يكون هو "النمرود" الذي أُعلن منذ فترة أنّه بات هو أمير تنظيم داعش في القلمون، خصوصاً بعد إلقاء القبض على عماد جمعة؟؟