أفيخاي أدرعي وأنبياء السعودية

أفيخاي أدرعي وأنبياء السعودية

تحليل وآراء

الأحد، ٢٦ أكتوبر ٢٠١٤

 حالة من الهوَّس تسود الكرة الأرضية، يتسبب بها داءٌ عضال اسمه "داعش"، وسباقٌ محموم في مضمار التحذير من أخطاره اللامتناهية واللامحدودة، حتى إعلام النفط وشيوخ النفط يستبقون، وقد حازوا قصب السبق لشدة ما حذَّروا، فيصف السديس مثلاً من على منبر الحرم المكي الدواعش بخوارج العصر، لدرجة أنه قال أن الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب برئ من صنائعهم التي تشوه صورة الإسلام، باعتبار أن ابن عبدالوهاب هو صورته المشرقة، وهذا يعني أن العالم الإسلامي في زمن آل سعود بين خيارين، إما الداعشية الوهابية وإما الداعشية السادة، ولا ينفك إعلام النفط عن محاولاتٍ لارصينة لإقناعنا بأن داعش صناعة إيرانية بمؤازرة "النظام" السوري أو العكس، وقد استمعت لأحد المتحللين على قناة "الرأي هو الرأي الآخر"، بأن غاز الكلور الذي يُقال أنه استخدمه في عين العرب، حصل عليه التنظيم إما من "النظام" السوري وإما من إيران، لكن هذا المتحلل لم يخبرنا عن طائرة "جبهة النصرة" بلا طيار من أين حصلت عليها، قد يكون أيضاً من إيران أو "النظام"، لكن باعتبارهم مقاتلون ثوار، يحق لهم التعامل مع كل الجهات.
حتى "الشيخ" أفيخاي أدرعي المرشح الحصري لرئاسة اتحاد علماء المسلمين للدورة القادمة، يحذرنا من "داعش"، ولولا التخوف من اتهامه بالتحيز واللاحيادية لأسبغ المديح لمنهج الإشراق الإسلامي لابن عبدالوهاب، لكنه يطمح ليكون الحكم العدل بين الوهابية السعودية والإخوانية القطرية كمتطلب رئيسي لحملته الانتخابية للمنصب المذكور، لكنه في ذات الوقت يعبر عن ديمقراطية إسلام الحاخامات، فيدعو لتشجيع عربيين فلسطينيين من الأرض المحتلة يشتركان في برنامج سخيف، وهو بالمناسبة برنامج داعشي بامتياز، فالفكر الداعشي يقوم على مخاطبة الغرائز ومداعبة أحلام الفقراء، وهذا البرنامج يقوم على نفس النهج، بل يتعداه لمداعبة أوهام الفقراء، فهذا زنده قوي تحتاجه حور العين، وذاك صوته جميل تجتاحه حور الشهرة، ولكن الغريب أن أدرعي لم يهنئ نبي لبنان الجديد،"آراب آيدول" كل المواسم وكل العصور، فهبطت عليه سورة "فتح" في العهد الفلسطيني، ثم نسختها سورة "البعث" حين تنزلت عليه في العهد السوري، ثم نسختها سورة "الكهوف النجدية" في العهد السعودي، وقد يهبط عليه وحي الجيش اللبناني فتُرفع حصانته بلا تدثير ولا تزميل، كأصغر الكباش فداءً.
لماذا تصر السعودية على إرسال الأنبياء منذ ابن عبدالوهاب، فهل كانت طرابلس من الصابئات، وهل ضبطتها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متلبسة خلف مقود قيادة سيارة، رغم أن إعلام النفط شخصياً ينشر الفضائح المتتابعة لمجتمع الأنبياء السعودي، فمعدلات الإدمان بين الفتيات السعوديات وصل لما يعادل 26%، وجرائم الابتزاز التي تمارسها النساء للرجال ناهز الألفي جريمة في فترة وجيزة، وهذا قمة رأس جبل الرمل، وهي لا تلفت الانتباه لأنها تُنشر على سبيل الوعظ وكدليل حرص "ولي الأمر" على أمر المسلمين، وهذا الوعظ يشبه وعظ أحد كتاب النفط لحيدر العبادي، بأنه عليه التعامل مع الغرب والعرب، وهو تعامل لا محمود بعده، أما الكفر البواح فهو التعامل مع إيران، فيصبح رهينة كـ. بشار الأسد، أرأيتم نفطياً يحدثكم عن التبعية ورفض التبعية، معذورٌ هو، فهو يظن أن السيادة هي السجود في البيت الأبيض وسدرة المنتهى في الكنيست، فمن عاش في كنف آل سعود خمسة عقود، محمودٌ لأنه استطاع معرفة الأبجدية، فهم من نقلوا مهبط إقرأ إلى مطلع صرح الطين.
الخلاصة أن آخر ما يخيفنا هو داعش، فداعش مخلب لمخلب لمخلب لمخلب، داعش لوهابية سعودية لإسرائيلية صهيونية لمسيحية صهيونية أمريكية، ولا مناص من وصول المعركة للأصيل، أما داعش فهي مجرد آلة قتل قذرة لحكوماتٍ قذرة، مصيرها الفناء إما على يد من صنعها أو على أيدي من يقاومها فعلاً، لا من يحاول ترسيخ وجودها بالنار وغارات "البلاي ستيشن"، وقد قلت مبكراً أن اللاعبين الجدد قد يتطلب وجودهم تسمين داعش تمهيداً للتضحية بها، "جيش حر" جبهة نصرة" جبهة إسلامية" حزم" كله قابل للاعتدال، فالانبطاح في عرف النفط أيسر الطرق للتمتع..بالسلطة.