«داعش» لم تفاجأ بالأسلحة الأميركية!!...بقلم أحمد ضوا

«داعش» لم تفاجأ بالأسلحة الأميركية!!...بقلم أحمد ضوا

تحليل وآراء

السبت، ٢٥ أكتوبر ٢٠١٤

ربما صدّق الكثيرون في الولايات المتحدة والعالم أن الطائرات الأميركية ألقت الأسلحة إلى تنظيم «داعش» الإرهابي الذي يحاول اقتحام عين العرب بالخطأ، دون أن يسألوا أين ذهبت الأقمار الصناعية وطائرات الرصد الأميركية القادرة على كشف أدق التفاصيل على الأرض من علو عشرات الكيلومترات؟!
ولعل السؤال الأهم هو لماذا حدث الخطأ الأميركي عندما استطاع أهالي مدينة عين العرب استعادة زمام المبادرة، ودحر التنظيم الإرهابي من وسط المدينة إلى خارجها؟.‏
وأيضاً السؤال الأكثر أهمية هو لماذا تأخرت الولايات المتحدة في إلقاء الأسلحة الى القوات المدافعة عن مدينة عين العرب إلى ما بعد دخول عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي إلى المدينة؟.‏
بالنظر إلى كميات الأسلحة التي حصل عليها تنظيم «داعش» الإرهابي «من خطأ الطائرات الأميركية!!!»، يمكن الجزم بأن هذه الكمية الكبيرة من الأسلحة - التي لا يمكن أن يتحكم بمصيرها الهواء - أُلقيت إلى التنظيم بتخطيط مسبق ولم تكن بطريق الخطأ إطلاقاً والمثال الآخر الذي يؤكد ذلك هو إلقاؤها لعناصر التنظيم الإرهابي خارج المدينة، بينما ألقت الطائرات الأميركية الأسلحة إلى القوات الشعبية المدافعة عن المدينة في داخل المدينة والمسافة التي كانت تفصل بين الطرفين كافية لعدم وقوع أي خطأ في إلقاء الأسلحة إلى تنظيم «داعش» الإرهابي الذي تراجع من داخل المدينة إلى خارجها لنقص في الذخيرة حسب شهود من أهالي المدينة.‏
قد يقول البعض: ما هي غاية الولايات المتحدة من استمرار هذه المعركة، وعدم تمكين القوات المدافعة عن مدينة عين العرب من دحر التنظيم الارهابي؟.‏
والجواب هو عدم تحقق المصلحة الأميركية بعد من وراء إشعال هذه الجبهة، فالإدارة الأميركية لم تتدخل ضد تنظيم «داعش» لو لم يكن تجاوز عقالها، حيث تؤكد تقارير أميركية صادرة عن مؤسسات بحثية تتسم بالمصداقية أن المخابرات الأميركية هي من أنشأ التنظيم، وهي من أدار تمويله من أموال النفط الخليجية، وعمليات النهب والسرقة والفديات وبيع النفط السوري والعراقي.‏
واقع الأمر أن واشنطن لم تيأس بعد في محاولاتها لإبقاء هيمنتها المتآكلة على المنطقة، ووجدت في إشعال جبهة عين العرب مصلحة للضغط والابتزاز على عدة أطراف، ومنهم تركيا والأكراد وتنظيم «داعش» الإرهابي، بغية الاستمرار في إشغالهم لتحقيق المشروع الأميركي الصهيوني الذي تعدّه واشنطن المنقذ لسطوة مصالحها فيها.‏
إن التصريحات الصادرة عن إدارة أوباما، والتي أكد آخرها أن مدينة عين العرب ما زالت مهددة بالسقوط في يد تنظيم «داعش»، تروّج لمعركة طويلة الحسم، الأمر الذي يؤكد حقيقة عدم وقوع خطأ في عملية إلقاء الأسلحة، فإطالة المعركة تتطلب وجود سلاح بين الطرفين، وهو ما فعلته الطائرات الأميركية حين ألقت شحنات أسلحة من الجو إلى القوات الشعبية المدافعة عن عين العرب وتنظيم «داعش» الإرهابي.‏
مع الأسف، لم تعد واشنطن وحلفاؤها يسخّرون أموال النفط العربي لضمان هيمنتهم، بل تطوّر الأمر إلى استخدام العرب والمسلمين كوقود في معركة طويلة الأمد فحواها صراع عالمي على النفوذ والمصالح.‏