"غنائم الدّخانية" تُشعل دوما .. وعلّوش على طريق "فيصل القاسم"

"غنائم الدّخانية" تُشعل دوما .. وعلّوش على طريق "فيصل القاسم"

تحليل وآراء

السبت، ٢٥ أكتوبر ٢٠١٤

بدأت العمليات العسكرية في ريف دمشق تأخذ طابعاً "أهدأ" من ذي قبل، فعلى مايبدو أن الجيش العربي السوري قرر العمل بهدوء وبكتمان شديد بما تبقّى من معاقل للميليشيات في جوبر وزملكا وحرستا ومن ثم دوما، بالتزامن مع إعلان الميليشيات المسلّحة في الغوطة الشرقية "الاستنفار العام" بين عناصرها منذ يومين والتجهيز لإعادة التشكيل في مدينة "دوما"، مع اقتراب الجيش السوري من الإطباق عليها بعد نجاح سياسة "القضم" التي تنتهجها تلك الوحدات من جهة "تل كردي" الاستراتيجي. ما دفع «زهران علّوش» لإصدار العدد "509" من صحيفته "الخاصة" التي توزّع للمرة الأولى في الغوطة الشرقية ..!!
لم يكتفي المدعو «زهران علّوش» قائد ميليشيا "لواء الإسلام" بلقب "مجاهد" أو "شيخ" أو "قائد" بل على مايبدو أنه أيضاً أراد أن يحمل على أكتافه لقب "إعلامي"، فبتاريخ 20 من الشهر الجاري، أمر بتوزيع نسخ من "صحيفته" الجديدة التي حملت اسم "الخبر"، (حصل موقع عربي برس على نسخٍ مصورة منها)، على كل مواطني الغوطة الشرقية، خاصة في مدينة "دوما" لما لها من خصوصية كمعقل "أخير" له في الريف الدّمشقي، حيث تصدر عن "مؤسسة مراسلو ريف دمشق"، وهي صحيفة "يومية – سياسية – إخبارية"، حيث تصدّر العدد الذي يحمل الرقم "509" خبر "نجاة قائد جيش الأمة" من محاولة الاغتيال التي تعرّض لها قبل تاريخ النشر بيوم واحد، لكن وبالرغم من أنها المرة الأولى التي يتم توزيع هذه الصحيفة "بحسب مصدر خاص لعربي برس"، إلا أنه أرفق ترويسة الصحيفة بـ"أنها السنة الثانية للنشر وأن العدد المنشور بتاريخ 20/10/2014 يحمل الرقم 509"..؟؟، ليفتح على نفسه سيل من الأسئلة حول اختيار توقيت نشر الصحيفة "رغم قدمها حسب ما جاء في ترويستها"، بالتزامن مع عملية الاغتيال وتصدّر خبر الاغتيال الصفحة الأولى ..؟؟، وكان سبق ذلك نشر صورة "مقصودة" تجمع «علوش» و«أحمد طه» في مجلس عزاء ابنه «صبحي» الذي قضى بالسيارة المفخخة، ليرى مراقبون أن «علوش» قصد من هذه الحركة "إبعاد الشبهة عنه في عملية الاغتيال"، وبالتالي التقرب من "جيش الأمة" علّه يحصل لنفسه على دعم عسكري قد يحميه من "آلة الجيش السوري العسكرية" التي تقترب شياً فشيئاً من معقله الرئيسي في دوما.
في الحقيقة أن «زهران علّوش» يعيش اليوم "منفرداً" حالة من الخوف والتخبّط لا مثيل لها، فبحسب مصدر لعربي برس في دوما، أكد أن "هلع علّوش من الخيانة، قاده أمس لاعتقال أبو علي خبية قائد ميليشيا "لواء شهداء دوما" من معقله في "حارة الفارة" بدوما، وهذا ما أثار سخط جماعته التي قامت بالاشتباك مع عناصر لواء الإسلام ليكون أمس هو يوم "دموي" بالنسبة للطرفين"، وأضاف المصدر مؤكداً، أن الاشتباكات لم تقف عند الطرفين فقط، بل أوعز "أبو النصر" قائد "فيلق الرحمن" أيضاً لعناصره بالاستنفار الكامل والسّير بالعتاد الكامل، بعد اندلاع نزاع قوي بينه وبين «علّوش» حول "غنائم الدّخانية"، وهي عبارة عن مسروقات تم تحصيلها من قبل "فيلق الرحمن" الذي شارك في "غزوة الدخانية"، حيث وبحسب المصدر، فإن «علّوش» طلب من "أبو النصر" حصّته بعد هزيمة الدّخانية، إلا أن "أبو النصر" رفض ذلك رفضاً قاطعاً لتندلع اشتباكات بين الطرفين راح ضحيّتها أكثر من 12 قتيل وجريح من الطرفين.
يضاف إلى ماسبق، أن هاجس «علّوش» من قيام بعض عناصره من الفرار وترك جبهات القتال وإخلاء مواقعهم أمام تقدّم وحدات الجيش السوري بدأ يكبر كثيراً، وهذا ما أزعجه كثيراً في الآونة الأخيرة، خاصة على جبهة "جوبر"، لييبادر «علّوش» بالطلب من عناصره تجهيز أنفسهم تمهيداً للقيام بإخلاء مواقعهم المتقدّمة والتّوجه إلى دوما للتمركز هناك، بعد فقدانه الأمل بصمود "جوبر وعربين وزملكا" أكثر من ذلك.
كل ماسبق، يؤكّد أن «علّوش» لجأ إلى نشر "صحيفته الورقية" التي تتكوّن من صفحتين مزدوجتين يتم فيهما تمرير كل المستجدات الميدانية، إضافة إلى آخر "قرارات الشيخ علوش وفرماناته"، معتمداً فيها على أسلوب "الإيهام" بتقدّم عسكري تحققه ميليشياته والادّعاء من خلالها بأن معظم القتلى الذين يسقطون برصاص الجيش السوري هم من الأطفال و"المدنيين"، في محاولة منه لتلميع "صورته" أمام أهالي الغوطة المحاصرين في بيوتهم خصوصاً في دوما، إلا أن الفشل كان بانتظاره أيضاً في هذه الخطوة، حيث تم في 21 من الشهر الجاري حرق أكثر من 200 نسخة وسط دوما من قبل الأهالي، مما دفعه إلى توجيه تهديد لهم بـ"القتل" إن تكررت الحادثة مرةً أخرى.