قبل أن يغرق العالم.. الغرب يستنجد بالرئيس الأسد.. بقلم: ميساء نعامة

قبل أن يغرق العالم.. الغرب يستنجد بالرئيس الأسد.. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ٢٥ أكتوبر ٢٠١٤

الآن! وبعد ما يقارب الأربع سنوات من عمر الحرب المسعورة على سورية يصل العالم إلى نتيجة مفادها أنّ سورية مفتاح الحل والاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط وبوابة الاستقرار للعالم بأسره، وهي بالوقت نفسه مفتاح الفوضى البركانية التي تصل حممها إلى جميع أرجاء الكرة الأرضية.
والنتيجة الأهم التي وصل لها العالم أنّ من يمسك مفتاح السلام قائد أدرك من اللحظة الأولى حجم الفوضى التي أرسلها العقل الصهيوني لمنطقة الشرق الأوسط، وحذّر منذ بداية انتشار وباء الفوضى الإرهابية من أنّ الوضع في سورية مختلف وأنّ الزلزال إذا صدع الأرض السورية فإنّ التشققات الخطيرة والمميتة ستصيب الكرة الأرضية برمتها.
في حينها لم يستوعب العالم ماذا يقول القائد العربي بشار الأسد الذي حمل عبء بقاء العروبة وحماية الإسلام الحقيقي من براثن الإسلام المتصهين.
تمسك الغرب بأدواته القديمة بالمنطقة، ودخل حربه الاستعمارية عبر جيوش جديدة من نوع مختلف عن الجيوش التقليدية، وأراد أن ينشر فوضاه المدمرة والسيطرة على الأنقاض ووضع نقطة على آخر وجود عربي إسلامي، وفتح صفحة جديدة من دفتر التاريخ بحروف صهيونية.
لكن حساب الحقل لا ينطبق على حساب البيدر والعقل الصهيوني الذي خطط وبرمج وحرّك الأدوات وأعد تحركات جيوشه الجديدة لم يُدخل في حساباته أنّ الفوضى التي نشرها سيأتي يوم ويفقد السيطرة عليها، وأن سبب فشل الاستعمار قديماً وجديداً في السيطرة على منطقتنا العربية لأنّها غريبة وبعيدة عن نسيجه.
كما غاب عن مفردات المخطط الصهيوني الجهنمي أنّ في سورية قائداً مقداماً يملك المفاتيح ويجيد استعمالها في الوقت المناسب.
وبعد! لايزال البعض يراهن على تقدم الإرهاب لضرب الوجود العربي، ولايزال الغرب يقامر بحياة الشعوب لحساب مصالحه، ولاتزال الشعوب العربية مبتلاة بنخب ثقافية وفكرية فارغة من محتواها العلمي والمعرفي والفكري وتفتح فمها للدشداشة الخليجية وما تدره من دولارات برائحة النفط المقرفة.
المشهد اليوم واضح للجميع وخيوط اللعبة انكشفت وسورية لن تنتظر زوال العروبة والإسلام وخراب المقدسات العربية والسرقة بالجملة للتاريخ والحضارة العربية ومن ثم نبكي على الأطلال، إن بقي أطلال، فالتاريخ هو المستهدف من قبل العقل الصهيوني الذي يحاول إلغاء الوجود العربي فيه ومعالمه وطمس أي أثر يدل على هذا الوجود العربي والإسلامي.
العقل السوري وحده من كشف المخطط ومن يقف خلف المخطط، وحدها سورية اليوم تحمي الوجود العربي والإسلامي، والغرب اليوم وانطلاقاً من مصالحه اقتنع بأنّ الحل الوحيد للفوضى التي أوجدتها الولايات المتحدة الأميركية وفقدت السيطرة عليها، لا يمتلك مفاتيح ضبطها إلا الرئيس الأسد والجيش العربي السوري والشعب العربي السوري الصامد الذين استطاعوا بتلاحمهم وصمودهم الأسطوري حصرها ببعض الجيوب ومن ثم دحرها بشكل نهائي لترتد إلى مصنعيها وداعميها...