دبوس..((الوعي واللاوعي)).. بقلم: ظافر أحمد

دبوس..((الوعي واللاوعي)).. بقلم: ظافر أحمد

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٤ أكتوبر ٢٠١٤

توضّح الوعي الشعبي السوري بالشكل الذي دمّر أهدافاً ومخططات كبيرة في المؤامرة على سورية، وبالحد الذي ثبت بأنّ ذلك الوعي منع سقوط الدولة السورية وأتاح صمودها النوعي في وجه تكفيريي العالم..، وفي وجه الاحتلال الاستيطاني التكفيري..
أيضاً توضّح الخرق في الشعب السوري إلى الدرجة التي أتاح للاحتلال الاستيطاني التكفيري أن (يستوطن) في بعض المناطق لتصالحه مع بيئة حاضنة له كأحد عوامل تمكنه من تلك المناطق..
توضّح الوعي الشعبي السوري الذي تجسد في شريحة واسعة من النّاس تمسّكت بمناطقها وسكنها وأرضها وتحمّلت الخطف وقذائف الإرهابيين وكل مخاطر الإرهابيين والضغوط المرتبطة بالحرب وضغوط تجّار الأزمات.. وأبقت الحيوية السورية في الحد المطلوب وأفضل من المطلوب مقارنة بأي دولة تعرضت لحرب مماثلة..، بل ولم تنحصر مهمة الدفاع عن الوطن بالجيش العربي السوري إذ شرائح شعبية واسعة تكفّلت بتلك المهمة بل هي الحاضنة للجيش العربي السوري، وكثيرة هي الإنجازات في معركة الدفاع عن سورية ما كان يمكن أن تتحقق لولا أن ظهر الجيش العربي السوري محمي بشعبه..
وإنّ الهجوم على مناطق كثيرة لتطهيرها من الإرهابيين ما كان لينجح لولا الانطلاق من مناطق لم يتمكن الإرهابيون من خرقها..
أوكرانيا تغير نهجها وهوية نظامها بعد مدة وجيزة من انطلاق الحراك فيها وانفتحت شهية الانفصال عنها لدى مناطق مهمة..، وتوضح فيها الخرق الذي بدأ بالعاصمة كييف..
سورية عزّزت نهجها وهويتها وتمسكت بمبادئها الوطنية والقومية بعد حوالي (أربع سنوات من انطلاق الحراك المسلح)، وبقيت العاصمة دمشق أكثر المناطق المحصنة ضد بيئة الإرهاب..
ملايين السوريين في الخارج لاجئون في مخيمات الاستثمار السياسي وللتجارة العالمية بسمعة وأعراض السوريين..، خصوصاً بمئات حالات الاغتصاب التي اشتهرت في مخيم اللاجئين السوريين في تركيا، ومئات من حالات الزواج الأقرب إلى الزنا والتجارة بالنساء وفق أنموذج ما حصل للسوريين اللاجئين في مخيم الزعتري في الأردن حيث تحوّل المخيم إلى سوق يقبل عليه الخليجيون المكبوتون جنسياً (لشراء) نساء من بيئة أضلّت طريق الحرية وباعت أمان سورية بعقود زواج وتشرد، كمن يستبدل الذهب السوري والأمان السوري بتنك الأردن والكبت الخليجي لجهاد النكاح واغتصاب الجنة!.
آلاف السوريين هاجروا أو سافروا للفرجة على ما يجري في سورية أملاً بعودة الأمان ليعودوا..، فهل تساءل هؤلاء عن درجة وطنيتهم التي تدفعهم لترك الوطن في أعمق حالات حاجته إليهم، والعودة إليه عندما تتحسّن ظروفه..؟!. أليست وطنيتهم هذه تتقزّم بمفهوم أنّ الوطن للفندقة، وما إن تتراجع خدماته الفندقية حتى يبحثون عن أوطان فيها خدمات فندقية أفضل؟!.
ملايين من النازحين السوريين في الدّاخل زادوا من حصانة سورية في عدم السماح للخارج بأن يتاجر بقضيتهم وكرامتهم وأعراضهم، وآلاف شاركوا في الجهود الشعبية والمقاومة الشعبية في وجه التكفيريين، والآلاف تم تنظيم حراكهم المقاوم في إطار (الدفاع الوطني) أو اللجان الشعبية..
آلاف المواطنين الذين أدمنوا التهريب في المناطق الحدودية كانوا أدوات للمؤامرة على سورية، وآلاف من المهربين الذين أدمنوا التهريب تخلّوا عنه في لحظة وطنية فارقة وشكلوا حاجز صد للإرهابيين وانحازوا إلى الوطن ليغسلوا الرجس من تاريخهم السابق، ومنهم من استشهد في الدفاع عن الوطن..
ملايين السوريين لهم مفهوم خاص بالمصالحات الوطنية وتسوية أوضاع سوريين ممن تورطوا بالدم السوري، وملايين السورين لهم مفهوم معاكس للمصالحات والتسويات..
إذاً حالات متباينة في نماذج وطنية ونصف وطنية ولا وطنية..، ولا بد من نقاش إعلامي ومؤسساتي موسع وعريض يكافئ النموذج الوطني الصابر المتمسك ببلده والمدافع عن سورية مكافآت إعلامية على الأقل في سبيل تعزيز قيمة المواطن الذي رفض التخاذل والهجرة والسفر..