عنوان ليس إلا...بقلم: أحمد بعاج

عنوان ليس إلا...بقلم: أحمد بعاج

تحليل وآراء

الأحد، ٥ أكتوبر ٢٠١٤

تتضح يوماً بعد يوم الأهداف الأمريكية من الحرب على داعش، والتي حشدت لها واشنطن أغلب الدول التي تنضوي تحت إمرتها من دول عربية الاسم ودول غربية لم يكن آخرها بريطانيا التي صوت برلمانها على المشاركة في الحلف الذي شكلته واشنطن في حربها الطويلة والمتعددة الأهداف والتي غلفتها بحربها على داعش كعنوان ليس إلا.
أما الذي لا يحتاج إلى تفسير فهو أن أغلب المشاركين في هذه الحملة هم من صانعي الإرهاب ومموليه وهو ما يفضح الكثير من دروب السياسة الأمريكية في المنطقة.‏
فالولايات المتحدة ترغب في ضرب داعش قرب حدود مشروع الدويلة الكردية الصاعدة في العراق، خدمة لأهدافها الاستراتيجية في المنطقة وحصر خطر داعش في باقي المناطق في العراق إضافة إلى ما هو أخطر من ذلك بكثير حيث تتحدث واشنطن ولندن عن سنوات من الحرب على داعش، وقد بدأ حلف الولايات المتحدة بضربات جوية على مراكز داعش في العراق وسورية ولكن بعد أن أعطيت الجماعات الإرهابية الوقت الكافي لإعادة انتشار إرهابييها بين المدنيين وإخفاء ما بحوزتهم من أسلحة ثقيلة وآليات، أما ما قصف حتى الآن فهو لا يبشر بإضعاف هذا التنظيم وقد اعترف الرئيس الأمريكي بخطأ تقدير حجم داعش.‏
والهدف الثاني لواشنطن وحلفائها في سورية هو تدريب وتسليح فصائل إرهابية أخرى حيث لا يوجد في خططها القضاء على داعش في سورية بقدر ما هو عملية استيعاب ورفضها التعاون مع الحكومة السورية صاحبة الأرض المعتدى عليها من قبل داعش والنصرة قرينة إضافية ومعها باقي التنظيمات الإرهابية التي كان للولايات المتحدة وعبر زمن طويل اليد الطولى في إنشائها وتسليحها ودعمها وتكليف الدول الوظيفية لديها القيام بالتواصل مع تلك المجموعات الإرهابية وتقديم كل ما من شأنه زيادة رقعة الإرهاب والأذى على سورية وشعبها ومقدراتها.‏
رغم اعتراف الرئيس الأمريكي بصعوبة محاربة داعش أو القضاء عليها بضربات جوية لم يحدد ما يجب أن يتم عمله للقضاء على هذا التنظيم الإرهابي ولم يقترب مما على الولايات المتحدة أن تفعله فعلاً لا قولاً.‏
القرار الجديد للأمم المتحدة رقم 2178 المتعلق بتجفيف منابع الإرهاب ومنع تسليحه وتمويله يجعل الكرة في ملعب واشنطن وحلفائها الذين ما انفكوا يدعمون التنظيمات الإرهابية من داعش إلى النصرة إلى سواهما من مجموعات تكفيرية وهابية كانت تركيا ومملكة الوهابية أكثر الدول دعماً لهم وشاركتهم في ذلك دول وظيفية أخرى كدويلة الغاز والأردن ويجمعها جميعاً تعاون وتنسيق مع الكيان الصهيوني المستفيد الأول من هؤلاء المتدخلين في الشأن السوري دون وجه حق.‏
فإذا ما أراد البيت الأبيض للحملة على الإرهاب النجاح فعليه الاعتراف بعدم جدية ما تفعله واشنطن حتى الآن وأن يتعاونوا بشكل مباشر مع سورية والعراق والتنسيق معهما للقضاء على الإرهاب، الذي لم تتوقف سورية عن مكافحته ومحاربته منذ أكثر من ثلاث سنوات، دون أن ننسى أن واشنطن هي من أوصلت داعش إلى ما وصلت إليه من دموية وقتل يفوق كل تصور.‏
ما يزيد من الشكوك حول جدية واشنطن في وقف دعم الإرهاب وتمويله هو موقف الرئيس التركي حليف واشنطن الذي عاد ليجتر أحلامه القديمة في التوسع وطرح مسألة المنطقة العازلة على الشريط الحدودي مع شمال سورية والتي يحلم في أن يجعلها حزاماً لحماية حدوده ويحصر خطر الإرهاب بعيداً عن أراضيه التي ساهمت في إنتاج الإرهاب ودربته وأوجدت له الملاذ الآمن في تركيا ذهاباً وإياباً دون عائق.‏
في هذه المرحلة يبرز خطر الدور التركي على المنطقة فهو الحليف الأول لتنظيمي داعش والنصرة وباقي الفصائل الإرهابية وحكومتها ورئيسها الإخواني يسعى إلى ترسيخ الإرهاب في سورية والعراق ولا يحارب داعش ولا يرغب في ذلك ويراوغ خدمة لمصالح إيديولوجية وتنفيذاً لما قد يطلب منه لا حقاً في مرحلة توزيع الأدوار الجديدة.‏